الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

في "قْصَارْتْنَا زِينَةْ" نسيم يُحَوِرْ عنوان أغنية، وزينة الداودية تَدُوسْ على حقوق عابدين الزرهوني

في "قْصَارْتْنَا زِينَةْ" نسيم يُحَوِرْ عنوان أغنية، وزينة الداودية تَدُوسْ على حقوق عابدين الزرهوني الفنان عابدين الزرهوني يتوسط زينة الداودية ونسيم حداد(يسارا)

منذ انطلاق بث أولى حلقات برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" الذي يقدمه "المنشط" نسيم حداد بالقناة الأولى والأخطاء تتكرر وتتصاعد بوثيرة فاضحة (التنشيط والأداء الموسيقي والغنائي..). أخطاء تمس بمصداقية التلفزيون المغربي الذي كان يتربع على عرش الجوائز المغاربية بفضل قامات تمرست على إعداد وتقديم برامج الإبداع الثقافي والفني والنبش في موروث تراث الوطن الشامخ.

لقد واكبت جريدة "أنفاس بريس" حلقات برامج "مُولْ اَلشْكَارَةْ" التي تقتات على الريع (لَالًةْ اَلْعْرُوسَةْ، جْمَاعْتْنَا زِينَةْ...إلخ)، وقمنا بواجبنا الإعلامي في سياق الكشف على القيمة المالية الضخمة التي تلتهمها صفقات ذات البرامج التافهة دون قيمة إضافية تذكر على مستوى تربية الذوق الفني والحس الجمالي والتواصل مع المشاهد/المتلقي الذي يتلقى الضربات تلوى الأخرى في عقر داره وبضرائبه والمال العام السايب.

وقد توج برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" أخطاءه المقصودة بحادثة سير فنية (كْسِيدَةْ) بفعل السرعة المفرطة بدون حزام السلامة على الطريق السيار المؤدي من موقع البث بالقناة الأولى في اتجاه ساحل أسفي/عبدة أرض أهرامات شيوخ العيطة اَلْحَصْبَاوِيًةْ وما جاورها من إبداعات ثقافية و فنون شعبية تعكس حضارة العبديين والمسفيويين.

تشويه أغنية "لًا لَا لَا لًا مَاشْي أَنْتَ اَلِلي كُنْتْ مْعَاكْ / حَالَكْ تْبَدْلْ أَمْرَكْ عَادْ يْحَيْرْ"

"كْسِيدَةْ" الحلقة الماضية (قْصَارَةْ زِينَةْ) من ذات البرنامج الذي استضاف فيه "المنشط" الشيخة زينة الداودية وقع نسيم حداد وضيفته في خطأ جسيم خلال فقرة أسئلة تنشيط ذاكرة الأغاني وأسماء الفنانين حيث ظهرت على الشاشة الخلفية من بلاطو البرنامج صورة مدينة أسفي حاضرة المحيط، مرفوقة بعنوان أغنية (لًا لَا لَا لًا مَاشْي أَنْتَ اَلِلي كُنْتْ مْعَاكْ) للكاتب والملحن والعازف المتمكن من آلة لوتار الفنان المبدع عابدين الزرهوني لكي تجيب الداودية على سؤال صاحب الأغنية (كتابة وتلحينا وأداء) بطبيعة الحال؟

لم تتردد الفنانة زينة الداودية في الإجابة عن سؤال فقرة ذاكرة الأغاني حيث قالت بثقة عالية في النفس مزهوة مثل الطاووس مؤكدة أمام الجمهور المغربي داخل وخارج الوطن بأن "اَلْمُغَنِي دْيَالْ هَاذْ اَلْأُغْنِيًةْ عْزِيزْ عْلِيًا بَزًافْ. بَزًاافْ، بَزًااافْ. مَعْرَفْتْشْ فِينْ هُوَ دَابَةْ. بِكُلْ صَرَاحَةْ هَاذْ اَلصًوْتْ مَكَانْشْ خَاصْنَا نْفَقْدُوهْ. هُوَ عَيْرُوضْ دْيَالْ ثُلَاثِي اَلْفَرَحْ. عَيْرُوضْ كَانْ أَجْمَلْ اَلْأَصْوَاتْ أَنَسِيمْ..".

الأغرب من ذلك، كانت محاولة إستدارك إصلاح الخطأ الذي مررته زينة الداودية فاشلة، و عولج الخطأ بخطأ آخر، حيث حَوًرَ "المنشط" نسيم حداد عنوان الأغنية الغزلية التي كتبها ولحنها وأداها عابدين الزرهوني من العنوان الحقيقي والأصلي وهو: "لًا لَا لَا لًا مَاشْي أَنْتَ اَلِلي كُنْتْ مْعَاكْ" إلى عنوان آخر لتغيير المعنى لغرض في نفسه بقوله: "لًا لَا لَا لًا مَاشِي أَنْتَ اَلِلي كُنْتِي مْعَايَا".

وأضاف السي "مُقَدِمْ" السهرة نسيم حداد قائلا: "لقد تغنى بها الفنان الكبير عابدين الزرهوني، وتغنى بها أيضا عَيْرُوضْ". وأشار في حديثه إلى صورة مدينة أسفي المبثوثة على خلفية شاشة لبلاطو". ومر تسجيل الحلقة بردا وسلاما دون إعادة إصلاح فضيحة الأخطاء من طرف من يهمه الأمر قبل البث النهائي؟؟.

السؤال الموجه للقائمين على تسجيل وبث حلقات برنامج "مُولْ اَلشْكَارَةْ": هل مفردة "تَغَنًى بِهَا" تفي بالغرض والمعنى، و تليق في التعبير عن فنان كاتب وملحن وعازف ماهر على آلة لوتار، ومعروف في الأوساط الفنية مثل قامة عابدين الزرهوني؟ وهل كلمة "تَغَنًى بِهَا" تعني في قاموس الفن والفنانين (الكتابة والتلحين وتسجيل حقوق التأليف)؟

الشيخة زينة الداودية ناكرة للجميل وجاحدة لثقافة الإعتراف

جواب زينة الداودية عن الأغنية موضوع سؤال فقرة البرنامج أثار ضجة كبيرة في الأوساط الفنية وخصوصا بمدينة أسفي التي تعرف جيدا إسم الفنان عابدين الزرهوني، فكان لجريدة "أنفاس بريس" اتصال به من أجل إستقصاء موقفه مما تم تداوله على شاشة القناة الأولى في برنامج "قْصَارْتْنَا زِينَةْ" فكان تصريحه كالتالي:

"هذه الأغنية هي من كتابتي ولحني المتميز ببصمتي الخاصة التي يعشقها الجمهور المغربي كسائر الأغاني التي أبدعتها خلال مشواري الفني والتي تتعدى 356 قطعة غنائية". واستغرب قائلا: " لقد تألمت واستغربت مثل سائر المشاهدين لما صرحت به زينة الداودية في البرنامج، و كأنني من المغنيين الذين أدوا نفس الأغنية ولست منتجها و مالك حقوق تأليف وتسجيلها وفق القانون. مع العلم أنها تعرف جيدا أنني صاحبها الحقيقي. بل أن الداودية قد أدت أغنيتي وأغاني أخرى دون أن تحمل نفسها يوما عناء الاستشارة معي لمنحها الموافقة المبدئية، ولم تتصل بي يوما ولو من أجل كلمة شكر".

وعن سؤال للجريدة أوضح عابدين سليل عائلة بن ملوك الزرهوني بقبيلة أولاد زيد بمنطقة الحصبة قائلا: "هي أغاني كثيرة كتبتها وأداها فنانون شعبيون كثر دون استشارتي أو موافقتي باستثناء الفنان السي مصطفى بوركون، ولكنني لم اعترض يوما على ذلك واعتبرت الأمر يدخل في سياق تبادل ثراء الموروث الثقافي الغنائي الشعبي واقتفاء أثر تجارب الغناء". وأشار إلى أن أغنية (لًا لَا لَا لًا مَاشِي أَنْتَ اَلِلي كُنْتْ مْعَاكْ) قد تم إعادة غنائها في دول الخليج وبثثها عدة قنوات عربية بأصوات فنانين عرب".

أغاني الفنان المبدع عابدين الزرهوني هي التي عبدت طريق الشهرة لزينة الداودية

أما بخصوص تنكر نفس الفنانة لثقافة الإعتراف وكأننا نعيش في غابة يحكمها قانون الغاب فقد أوضح عابدين بأن زينة الداودية قد "أعادت غناء أكثر من تسع قطع فنية من كتابته وتلحينه دون استشارته أو موافقته، ولم تتصل به يوما ولو من باب المجاملة، ومع ذلك غيبت في تصريحها ببرنامج (جْمَاعْتْنَا زِينَةْ) هذه المعطيات لغرض في نفسها ".

وشدد ملك الوتر والنغم في تصريحه للجريدة على أن الشهرة التي حققتها زينة الداودية وأكسبتها مكانة فنية كانت بسبب إعادة غناء مجموعة من أغانيه التي كتبها ولحنها وسجل ملكيتها (حقوق التأليف) من بينها أغاني "أَنَا نْسِيتْهَا مَنْ بَالِي أَنَا نْسِيتْهَا" و "يَا اَلِلي عَلًمْتِينِي نَسْهَرْ عَلًمْنِي كِيفَاشْ اَلنًامْ" و "ﯕَـلْبِي وَغْرَامَكْ وَاَلِليلْ" و "ضَوِي أُو زِيدْ يَا قَنْدِيلِي"......

وحتى نتأكد من تفاعل الجمهور مع إنتاجات المبدع الفنان عابدين الزرهوني سألناه عن منسوب تعاطي المشاهدين مع أغانيه في زمن عالم تكنولوجيا الرقمنة ووسائط التواصل الاجتماعي فأكد قائلا: "بخصوص أغنية (لًا لَا لَا لًا مَاشِي أَنْتَ اَلِلي كُنْتْ مْعَاكْ) فقد حققت أكثر من سبعة ملايين مشاهدة عبر قناته الشخصية" بحكم أنها أغنية تعكس شاعرية الفنان وتعاطيه مع "زجل الغزل والطبيعة والمحيط الإجتماعي والبيئي" بأرقى التعابير الفنية كما ألفها جمهوره الواسع والعريض داخل وخارج الوطن.