الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

لبنى أحمد الجود: خطاب إلى أمينة ماء العينين.. في المفسدة والمفسدين

لبنى أحمد الجود: خطاب إلى أمينة ماء العينين.. في المفسدة والمفسدين لبنى أحمد الجود
كنت أود وبشدة ألا أصطدم بالسيدة أمينة ماء العينين، لكن للضرورة أحكام.
لا ندري في أي مغرب تظنون نفسكم تعيشون ....
هل هو مغرب المساواة؟
أم هو مغرب المحاباة؟
هل هو مغرب الحقوق والواجبات؟
أم هو مغرب الوسائط والعلاقات؟
لم نر السيدة أمينة ماء العينين، تترافع عن حقوق نساء مكلومات، أو عن حقوق أقليات، لكننا رأيناها تترافع عن المناصفة التي تخدم مصالحها الشخصية والحريات الفردية التي أصبحت تتماشى وتوجهاتها الحالية. والتي لا علاقة لها بمبادئ حزب العدالة والتنمية، الذي تنتمي إليه تارة، وتتملص من مبادئه تارة أخرى.
جميل أن تترافع السيدة النائبة البرلمانية عن شخص معتقل، والأجمل أن تتعرف على الملف بنفسها فتلتقي بالمشتكي، والرائع سيكون أن تتحرى المعلومات من مصدرها، فتطالب كممثلة عن الشعب برؤية السجين، لتقف عند حالته الصحية بنفسها، والأروع سيكون أن تترافع عن كل سجناء هذا الوطن، من مغتصبين وسارقين وفاسدين ومجرمين ... فلكل ظروفه الاجتماعية والإنسانية.
تتوجه السيدة النائبة لوزير العدل مستفسرة عن ماهية الجهة المستفيدة من سجن سليمان الريسوني، فلا يتبادر إلى ذهنها أن الجهة قد تكون هي المشتكي الذي أدلى بأدلته للقضاء ... وهناك أدلة، لكنها تمرر عن طريق هذا السؤال، فرضية أن للاعتقال دوافع أخرى خفية.
فتتدخل في السير العادل للقضاء، كما تدخل فيه قياديوها، حين تعلق الأمر بقريبة منها ... فغمروها باستثناء لم يسري على باقي أفراد الشعب الضعفاء.
فلا عجب أن يظن من إعتاد على التدخلات الحزبية والحصانة البرلمانية ... أن النوق تحلب بهذه طرق وسبل .
هكذا هي القناديل ...
تمرر مبدأ العدالة
وتعيث في الأرض بحثا عن الاستثناء .
فهذه مريضة نفسية ... وهذا مضرب عن الطعام على شفير الهلاك ...
فلتعذرنا هذه المرة ... إذ لا استثناء.