الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

متى يفتح العرايشي تحقيقا في صفقات "مُولْ اَلشْكَارَةْ" وبرامجه المشوهة للفن والتراث؟

متى يفتح العرايشي تحقيقا في صفقات "مُولْ اَلشْكَارَةْ" وبرامجه المشوهة للفن والتراث؟ نسيم حداد وفيصل العرايشي
في الوقت الذي انتظر فيه عدد من المهتمين والمثقفين والفنانين المغاربة من قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الأرضية والفضائية برامج وسهرات فنية وربورطاجات إخبارية تعرف بأصول وجذور الموروث الحضاري والفني والمعماري المغربي من ملحون وﯖناوة وطبخ ولباس وكسكس وطقوس الأعراس والمآثر التاريخية وصومعة الكتبية بمراكش، فضلا عن الكشف على تراث "اَلتْبَوْرِيدَةْ" كطقس حاضر بقوة في الثقافة الشعبية، والترويج لمستلزمات الفارس والحصان العربي والبربري الأصيل كتراث مغربي يجمع بين العديد من الحرف والمهن التقليدية خلال المناسبات الإحتفالية. (حضور الفرس والفارس في فن العيطة وفي الأغاني الشعبية).
كل هذه الكنوز من الموروث الثقافي الشعبي وهذه الفنون المغربية الأصيلة التي يحاول الإعلام الجزائري جاهداأن ينسبها لبلده "بْلَا حَشْمَةْ بْلَا حْيَاءْ"، والتي أكدتها وزيرة الثقافة الجزائرية في تصريح لقناة تلفزيون "النهار" مؤخرا تقول فيه "ملتقي اليوم من أجل الاحتفاء بتسجيل الكسكس كتراث عالمي وكل المهارات التي تدور حول هذا الطبق الرئيسي للجزائريين…".
فلا يسعنا أمام هذه الافتراءات التي لا أساس لها من الصحة وأمام هذا الزحف الإعلامي الغير مسبوق،إلا أن نتساءل عن أسباب جمود الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والتي تشعر المواطن المغربي أنها فعلا خارج التغطية، وغير معنية بما يحدق بنا وبهويتنا وثقافتنا الشعبية وأنماطنا الغنائية من مخاطر إلى درجة السطو و السرقة من طرف الآخر.
للأسف الشديد لم تحرك تلفزتنا، ساكنا وكأنها غير معنية بالأمر، بل الأكثر من ذلك أنها تعطي الفرصة لجيراننا ليشمتوا فينا من خلال ما تقدمه القناة الأولى من برامج تافهة، والنموذج مهزلة اسمها "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ"، مساء كل سبت، وتخصص لها ميزانية قدرت بـ 900 مليون سنتيم بمعدل 36 مليون لكل حلقة والتي بلغ عددها "24 مهزلة" عفوا سهرة .
إن مهمة التلفزيون، سعادة المدير الرئيس فيصل العرايشي هي الإخبار والفرجة والترفيه، وهي كذلك تفاعل مع نبض المجتمع وتطلعاته وانتظاراته، وهو ما يغيب عن قنواتكم جميعها وبدون استثناء.
في هذا السياق أفاد أحد الفنانين جريدة "أنفاس بريس" موجها كلامه لفيصل العرايشي قائلا: "لو كنتم بالفعل تشاهدون قناتكم،أنتم ومن يدور في فلككم من المديرين الذين تغدقون عليهم من المال العام، لأعطيتم تعليماتكم الآنية لوقف مهزلة اسمها (جْمَاعْتْنَا زِينَةْ) ـ ومن على شاكلتها ـ ،والتي تسيء للفن ولذاكرة الفنانين والثقافة المغربية بصفة عامة، وموروثها الثقافي الشعبي والتراثي على الخصوص".
وأضاف في حديثه عن المهزلة وصمت الإدارة "لو كنتم فعلا تشاهدون البرامج التي تلتهم الملايير،لسارعتم إلى محاسبة من فوت هذا البرنامج الذي قال عنه"العالم النووي" في إحدى خرجاته الاعلامية ما يلي: "اَلنًاسْ هَاذِي عَامَيْنْ وُهُومَا خَدًامِينْ عْلَى هَاذْ اَلسًهْرَةْ ".في إشارة إلى الصفقة التي مررت لـ "مُولْ اَلشْكَارَةْ" وجوقته".
بمعنى سعادة المدير الرئيس ان الموضوع ـ حسب عدة تصريحات ـ يطرحأكثر من علامة استفهام حول الجدوى من مشروع إعلامي فني ثقافي تراثي وطني؟ وما الفائدة من طلبات العروض بشكل ديمقراطي ونزيه؟ وأيننحن اليوم من تكافؤ الفرص بين شركات الإنتاج؟...لأن هذا التصريح :"اَلنًاسْ هَاذِي عَامَيْنْ وُهُومَا خَدًامِينْ عْلَى هَاذْ اَلسًهْرَةْ ". يضع مسؤولي الشركة الوطنية موضع مساءلة قانونية .
السؤال الحارق والذي يتداوله الرأي العام الوطني هو: هل سيفتح المدير الرئيس فيصل العرايشي تحقيقا مفصلا حول من فوت صفقة "مُولِ اَلشْكَارَةْ" وشركته المحظوظة التي ستحول لحسابها القناة الأولى هذه السنة غلافا ماليا في حدود 2 مليار و700 مليون كتعويض عن ثلاث برامج فنية تراثية في زمن كورونا وما خلفته من جراح في الجسم الفني بصفة عامة؟
انطلاقا مما سبق نتساءل أيضا عن ظروف تفويت هذه الصفقات ومثيلاتها؟ وهل فيصل العرايشي راض على ما تقدمه هذه الشركة و "مُولْ اَلشْكَارَةْ" من مهازل؟ويروقهما توثقه وتسجله بالصورة والصوت من تشويه وتحريف لتراث ظل الأجداد لسنين عديدة يحافظون عليه من الزوال ليورثوه للأجيال القادمة؟.
السيد المدير الرئيس، هل يرضيك أن يتم ترويج "سهرة فنية" كلها أخطاء ونشاز، و "فُوصْ نُوتْ"حيث ظل فيديو إحدى حلقات "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" يتجول في شوارع ودروب وأزقة الفضاء الأزرق وشبكة التواصل الاجتماعي، وأصبحت التلفزة المغربية محط استهزاء الجميع من خلال برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ".
من المهازل المضحكة/المبكية، التي يناقشها مجموعة من الفنانين هي مهزلة تعرض فن الملحون الذي هو ديوان المغاربة في إحدى الحلقات للتحريف والتشويه، أمام ملايين المشاهدات والمشاهدين عبر العالم،على اعتبار أن في فن الملحون لا نقول أغنية الملحون بل نقول قصيدة الملحون. لأن عماد الملحون هو النص والنظم وفن القول.
وفي نفس السهرة وقعت مهزلة أخرى حينما نسب "المنشط" قصيدة "اَلٌلطْفِيًةْ" للشاعر محمد الغربي وهي في الحقيقية لأحمد الَغْرَابْلِي .وفي حلقة أخرى من نفس البرنامج تمت "بَهْدَلَةْ" القصيدة الدينية والصوفية "اَلْحُرْمْ يَا رَسًولْ اَللهْ" وتحريف اسم ناظمها محمد بن مسايب رحمة الله عليه. وتحولت السهرة بقدرة "فنان" إلى إقامة الأدعية والكشف عن شهيواتالبسطيلة والشواء يا أسافه.
سهرة السبت الأخير لـ "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" التي استضاف فيها "العالم النووي" الفنان عبد الفتاح بنيس والفنانة فاطمة الزهراء القرطبي، كانت كلها زلات بل علق عليهاأحد الظرفاء بقوله:"بين كل زَلًةْ وً زَلًةِ، زَلًةِ" ، وأولها كانت حين نسب "مْنَشًطْ جْمَاعَةْ" قصيدة "الحرم يا رسول الله" لعبد الله بن مسايب.