الخميس 28 مارس 2024
سياسة

نعيم كمال: الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أخرج الخصوم من جحورهم

نعيم كمال: الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أخرج الخصوم من جحورهم الزميل نعيم كمال مع مشهد من عاصمة الصحراء العيون

قال الإعلامي نعيم كمال "إن الاعتراف الأمريكي كان له من حيث حجمه وتأثيره وقع الصخرة في البركة، فقد بعثر الأوراق، مما أدى إلى تفاعل مكثف ومتسلسل، أجبر البعض على كشف أوراقهم، والبعض الآخر على الخروج من جحورهم".

 

وأوضح، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، قائلا: "لقد اعتدنا على المتدخلين الكلاسيكيين، الجزائر بالطبع، وخلفها الاتحاد السوفياتي الذي تحول إلى روسيا منذ سنة 1991، والولايات المتحدة التي طالما أغضبت الرباط بتناقضها، وإسبانيا بحيادها المشكوك فيه، وفرنسا التي تقدم الحد الأدنى من الخدمة لإرضاء المغرب قليلا دون إثارة غضب الجزائر أكثر من اللازم". مضيفا "أنه حتى ذلك الحين، بدت "حالة اللاسلم واللاحرب واللاحل واللامواجهة المفتوحة" وكأنها تناسب كل هؤلاء المتدخلين الذين كانوا مرتاحين في هذا الوضع، حيث لا المغرب يمكنه الاهتمام بكافة انشغالاته، ولا الجزائر تنام ملء جفنيها، حتى اليوم الذي حسمت فيه الإدارة الأمريكية الجدل لصالح المغرب".

 

وتابع قائلا "بدون سابق إنذار، على الأقل بالنسبة للسواد الأعظم، طفى عميل نائم، هو المتغير الألماني، الذي كان يعتقد أنه إن لم يكن حميدا فهو على الأقل بعيد عن المشكلة، إلى السطح بشكل مفاجئ".

 

ومع ذلك، لفت نعيم كمال إلى أنه في يناير 2020 حدث الاستبعاد غير المفهوم للمغرب من مؤتمر برلين حول ليبيا، وهو عداء اعتقدناه في البداية مجاني، وقبل ذلك، كانت استقالة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هورست كوهلر، الذي ألقى بالمنشفة في الجولة الثانية، وهي الاستقالة التي تم ربطها بدواع صحية، لكنها تستدعي الآن قراءات أخرى في ضوء الأحداث المتسارعة مع دعوة برلين إلى اجتماع مجلس الأمن، وهو ما يرقى إلى مستوى إدانة للاعتراف الأمريكي.

 

واعتبر كمال أنه من الواضح والبديهي القول بأن العلاقات تقوم بين الدول على المصالح وأن حجة الأقوى في العلاقات الدولية هي الأفضل دائما.. مضيفا أنه سيكون من السذاجة، الاعتقاد بأن أي قوة لديها في الوقت الحالي رغبة في إيجاد حل لمشكلة الصحراء. فـ "بالنسبة لجميع الأطراف، الأصدقاء والأعداء المعلنين أو المندسين على حد سواء، يظل استمرار هذه القضية أفضل طريقة للحفاظ على مصالحها وعلى أداة ضغط فعالة على كل من المغرب والجزائر التي تطمع في الارتقاء إلى مصاف دولة محورية في المنطقة ".

 

وذكر بأن الرباط تظل بتحفيز من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هي التي قدمت، بعد سنوات عديدة، العرض الأكثر جدية، والأكثر براغماتية، والأكثر مصداقية لحل سياسي من خلال اقتراح مشروع للحكم الذاتي.

 

وختم تصريحه بالقول، إن ألمانيا التي تعرضت للمضايقة والانقسام والبتر قبل أن تستعيد وحدتها وجزء من عظمتها يتعين عليها أن تفهم هذا الوضع أفضل من غيرها. أما الباقي فهو قضية مفاوضات ومصالح مفهومة جيدا وتعاون مثمر متبادل.