السبت 20 إبريل 2024
منبر أنفاس

عبد العزيز الداودي: مرة أخرى النظام الجزائري يصرف أزمته الداخلية عبر بوابة العداء لفرنسا

عبد العزيز الداودي:  مرة أخرى النظام الجزائري يصرف أزمته الداخلية عبر بوابة العداء لفرنسا عبد العزيز الداودي
صرح مستشار الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بأن الاستعمار الفرنسي ساهم بشكل كبير في إشاعة الأمية بين أبناء الشعب الجزائري وبالرغم من أن فرنسا وعلى لسان رئيسها ماكرون اعترفت بالعديد من الجرائم في حق الجزائر إلا أن وزير العمل الجزائري زاد من منسوب الزيت في نار الحقد والضغينة حين صرح بأن فرنسا هي العدو التقليدي والتاريخي لفرنسا تصريح مجانب لابدجيات الدبلوماسية التي تستوجب التحفظ على كثير من المصطلحات خصوصا، إذا أخذنا بعين الاعتبار الكم الهائل من الجزائريين الذين يحملون الجنسية الفرنسية والذين يقدر عددهم بأكثر من 6ملايين فهل سيسقط هؤلاء جنسيتهم نزولا عند الشطحات الإعلامية لوزير العمل؟وطبعا خلف هذا التصريح موجة استنكار لدى ساكني قصر الاليزي حيث صرح ماكرون لصحيفة "لوفيغارو" بأن فرنسا تسعى جاهدة إلى طي صفحة الماضي الأليم مع الجزائر إلا أن النظام الجزائري يسعى إلى غير ذلك.
فماهي إذن الرسائل المشفرة التي تحملها هذه التصريحات؟ فما يعلمه الجميع هو أن أكبر داعم للنظام الجزائري هي فرنسا ليس لسواد عيون العسكر وإنما لكون هؤلاء هم حراس المصالح الفرنسية في الجزائر ودائما كانت هناك وما زالت علاقة وطيدة بين العسكر وفرنسا وعلى ضوء هذه العلاقة زودت فرنسا الجزائر بالسلاح والعتاد لمواجهة تمرد الجماعات الإسلامية المسلحة وأشرفت على تكوين الضباط الجزائريين حتى أضحى التعاون الأمني والاستخبراتي بين فرنسا والجزائر يضرب به المثل و لإبعاد الشبهة عنه حاول العسكر إيهام الشعب بأنه عدو فرنسا وبان موقفه ثابت من فرنسا كذلك وبأنه سليل جيش التحرير الوطني هذا الجيش الذي تمت تصفيته بمساعدة فرنسا نفسها أثناء الانقلاب على أول رئيس للجزائر يوسف بنخدة. ومنذ ذلك الحين وفرنسا تدعم مطلقا نظام العسكر بالجزائر بل أنقذته من السقوط في مرات عديدة وتحديد في تسعينيات القرن الماضي حين كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ قاب قوسين أو أدنى من الحسم في السلطة السياسية وأعانت فرنسا الانقلابيين بالرغم من أن صناديق الاقتراع أعطت الفوز للإسلاميين، وشهد الكل بنزاهة تلك الانتخابات بمعنى ان فرنسا داست على القيم التي تؤمن بها في سبيل مصالحها ول ضرر من أن تنعت بالعدو التقليدي والتارخي، ولكن ليس للجزائر وانما عدوة لإرادة الشعوب في التحرر والانعتاق من أذناب الاستعمار وبقاياه الذين يشكل عسكر الجزائر عموده الفقري..