الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

مدير "البسيج": تخاذل الجزائر في محاربة الإرهاب بالساحل غطاء لتفريخ مجموعة من التنظيمات الدموية والجهادية

مدير "البسيج": تخاذل الجزائر في محاربة الإرهاب بالساحل غطاء لتفريخ مجموعة من التنظيمات الدموية والجهادية حبوب الشرقاوي، مدير البسيج

في حوار سبق أن خص به حبوب الشرقاوي، مدير البسيج، قناة «الشرق»، كشف تخاذل الجزائر في التعاون مع جيرانها في محاربة الإرهاب بمنطقة الساحل، منوها بمجهودات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في مكافحة الإرهاب بإفريقيا وبالإشعاع الذي أصبح يحظى به المغرب دوليا.

 

الخطر الإرهابي بمنطقة الساحل يظل قائما، ولا يمكن محاربة الظاهرة الإرهابية إلا من خلال تعاون دولي فعال على جميع المستويات، الإقليمية والدولية. إن محاربة الظاهرة تهم جميع دول العالم، وللأسف فالتعاون الأمني مع الجزائر يظل منعدما في هذا الإطار ما يشكل خطر على سلامة وأرواح المواطنين سواء على المستوى الإقليمي أو على مستوى المملكة المغربية والجزائر.

 

إن غياب هذا التعاون يؤدي إلى إضعاف مجهود دول المنطقة، علما أن منطقة الساحل أصبحت منطقة خصبة وملاذا آمنا لمجموعة من التنظيمات الإرهابية، سواء منها تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.

 

بعض العائدين من هذه التنظيمات انصهروا في بؤر التوتر التي ستنشأ مستقبلا، وضمنها منطقة الساحل إذا لم يكن هناك تعاون أمني بين بلدان المنطقة، خصوصا مع وجود عدد من التنظيمات الإرهابية (تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الإسلامي، جماعة الدعوة والجهاد، تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي والذي ينحدر من مدينة العيون، وهو أيضا عنصر من عناصر البوليساريو، وقام بعدة عمليات في المنطقة سواء في النيجر أو نيجيريا، واستهدف عدة دوريات عسكرية ومدنية في المنطقة).

 

هناك تورط للبوليساريو في الجريمة الإرهابية مع التنظيمات الإرهابية، وأعطي مثال اختطاف مواطنين إسبانيين ومواطنة إيطالية سنة 2013 من مخيم الرابوني غير بعيد عن كتابة البوليساريو. ولا ننسى وجود جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل، وهي المعطيات التي تشكل برمتها خطرا على المنطقة، وتجعل المملكة المغربية دائمة اليقظة والتعاون والانخراط اللامشروط مع جميع الشركاء الأفارقة والعرب والغربيين من خلال تبادل المعلومات وتقاسم الخبرات والتجارب، ومن خلال التكوين في مجال مكافحة الإرهاب. ولهذا أؤكد أنه لا يمكن محاربة الجريمة الإرهابية إلا من خلال تعاون أمني جدي بصفة شمولية بدون أي استثناء لأن الإرهاب عدو للجميع.. لا جنس له، ولا وطن له، ولا ملاذ له، ويجب توحيد الجهود من أجل محاربته.

 

المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من بين المؤسسات الاستخباراتية المعروفة على الصعيد الإقليمي والدولي، من خلال مشاركتها الفعالة في تبادل المعلومات كما أنها تولي أهمية كبرى للتعاون في المجال الاستخباراتي، بما فيه النفع والخير لباقي الدول الأخرى التي تكون موضع خطر إرهابي قد يحدق بها، وهو الأمر الذي مكن المغرب من احتلال مكانة مرموقة بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أصبح شريكا استراتيجيا له دور كبير في هذا المجال، وقد استفادت عدد من البلدان الإفريقية من خبرات المملكة المغربية في مكافحة الإرهاب وضمنهم موريتانيا والنيجر، غينيا كوناكري، مدغشقر، ساحل العاج، تنزانيا.

 

مؤخرا، قدمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني معلومات لفائدة مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة الأمريكية بخصوص العسكري جيمس كولبريج الذي كان يحمل مشروعا تخريبيا ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وتم إيقافه. وما يؤكد المكانة المرموقة التي تحتلها المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب هو كونها تترأس من الفترة الممتدة من 2016 إلى الآن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، حيث ترأسته في وقت سابق إلى جانب هولندا، وحاليا تترأسه إلى جانب كندا.

 

وأخيرا أشير إلى إبرام اتفاق من أجل إنشاء مكتب برنامج لمكافحة الإرهاب بإفريقيا، وهدفه هو توحيد الجهود وتبادل الرؤى ودراسة المشاكل التي تدخل في إطار مكافحة الإرهاب على المستوى الإفريقي، وبهذه المناسبة أؤكد استعداد المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومعها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لها للانخراط الكامل في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة على الصعيد الإفريقي أو على مستوى باقي دول العالم.