الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

جواد شفيق: اعتداء رجال السلطة على المواطنين حالة شاذة وكل من اقترفه عليه أن يحاسب

جواد شفيق: اعتداء رجال السلطة على المواطنين حالة شاذة وكل من اقترفه عليه أن يحاسب جواد شفيق

تناسلت وتوالت ظاهرة الاعتداء وإهانة كرامة بعض المواطنين (تجار، باعة جائلين..) من طرف بعض الباشوات أو القياد وخلفائهم وأعوان السلطة، بشكل متواتر، خلال حالة الطوارئ الصحية وقرار الحجر الصحي، وخصوصا مع اقتراب شهر رمضان.

"أنفاس بريس" تتبعت عدة وقائع مشابهة، من بينها واقعة إقليم النواصر، واسباتة بمدينة الدار البيضاء، ونواحي المحمدية، ومؤخرا بمدينة بوفكران، ومدن أخرى شهدت نفس الممارسات والسلوكات التي يعتبرها العديد من الفعاليات بأنها ممارسات قديمة مرتبطة بـ "الظاهرة القايدية" في زمن السيبة، ومن ثم العودة إليها غير مقبولة في زمن المفهوم الجديد للسلطة المؤسس على احترام الحقوق والواجبات بمهنية.

 

في هذا السياق تفاعل مع أسئلتنا الفاعل السياسي جواد شفيق، الذي أكد قائلا: "بطبيعة الحال أن موضوع ممارسات بعض رجال وأعوان السلطة الذين يخرجون بسلوكهم المستفز للمفهوم الجديد للسلطة الذي دعا له جلالة الملك، وربما يحنون إلى ممارسات عفا عنها الزمن". مشددا على يقينه التام بأن "التكوين الذي يخضع له نساء ورجال السلطة هو تكوين يدمج بين المقتضيات الدستورية والقانونية والمقتضيات الحقوقية، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعمم ممارسات شاذة، فالشاذ لا يقاس عليه ولا يمكن أن نعمم سلوك فرد من هنا أو من هناك، على سجم مهني بكامله".

 

مسألة مهمة كذلك وجب الإشارة إليها، يضيف محاورنا، وهي "أن هذا النوع من الممارسات التي تخرج عن أخلاقيات جهاز معين أو مؤسسة معينة هي ممارسات عامة يمكن أن تجدها في حقل التعليم أو في القضاء أو في حقل الصحة، وقد نجدها أيضا عند رجال السياسة، وحتى في وسط فئة الشباب"،

 

واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الوردة أن هذه الممارسات "هي ممارسات معزولة على أية حال، وليست قاعدة عامة، ولا تدخل في إطار سياسة ممنهجة للقمع أو الفساد أو ما شابه ذلك، أبدا". وأن "هذا النوع من السلوكات المستفزة يجب أن يخضع مقترفوه للمساءلة.. وليس هناك أحد فوق القانون". مضيفا "لقد لاحظنا بأنه تم عزل وزراء ورؤساء مؤسسات عمومية.. فما بالك برجل أو عون سلطة هنا أو هناك"؛ مشددا على أنه "مثل ما أشدنا السنة الماضية بنموذج القائدة حورية بمدينة أسفي ورجل السلطة الذي أدى مستحقات الماء والكهرباء لفائدة مهاجرين جزائريين في الشمال (مارتيل تحديدا)، وتتبعنا الكثير من الممارسات النبيلة.. لا يجب أن تحجبها ممارسات مشينة، على اعتبار أنها القاعدة العامة التي نوه بها المغاربة قاطبة والتي تشكلت من نساء ورجال الصف الأول في معركة مواجهة الجائحة".

 

وخلص شفيق بالقول: "في هذا المجال ونحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل الذي نتمنى أن يمر في أحسن الاحوال على جميع المغاربة، وقلقين بشأن احتمال موجة ثالثة حسب مجموعة من المؤشرات قد تكون قاسية لا قدر الله، ومقبلين في نفس الوقت على تنفيذ قرار الإغلاق ومنع التنقل ليلا ابتداء من اليوم الأول من شهر رمضان بما له من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية على المواطنين.. فدعوتنا للجميع سواء رجال السلطة أو رجال الأمن  والقوات المساعدة ورجال الدرك والصحة وكل مغربي أن يحكم ضميره الوطني أولا، قبل مسؤولياته أيا كان نوعها، وأن نتعاون في أقصى الحدود لتجاوز هذه المحنة الوبائية التي خلفت محن اقتصادية واجتماعية ونفسية".

 

ولم يفت ضيف الجريدة أن يشر إلى أنه "إذا كانت الممارسات الشاذة كما وقع في بعض المناطق لبعض رجال السلطة فهي مدانة، ويجب كذلك أن نقدر بأن أجهزة السلطة سنة ونصف وهي تشتغل ليل نهار ونحن داخل بيوتنا وهم في الواجهة متحملين كل التضحيات والضغط المهني والإداري والنفسي. يجب أن نراعي هذا الأمر ولا يعسنا إلا أن نقول "الله يحسن عوان الجميع" مع العلم أننا لا نبرر تلك الأفعال"...

 وختم تصريحه للجريدة قائلا: "يجب أن نتعبىء وننصت لبعضنا البعض ونحتضن بعضنا البعض من أجل تجاوز هذه المحنة خلال شهر رمضان ونعود لحياتنا الطبيعية المأمولة والمرجوة نفسيا واجتماعيا ومجتمعيا".