الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

حبيبي: حذار من الحجر في رمضان ومن عودة عقارب اليأس إلى نقطة الصفر

حبيبي: حذار من الحجر في رمضان ومن عودة عقارب اليأس إلى نقطة الصفر عبد الالاه حبيبي ومشهد لفرض حالة الطوارئ
لا أستسيغ التعذيب النفسي الذي يتعرض له المواطن من لدن بعض وسائل الإعلام التي لا تتورع عن نشر ما يشبه إنذارات لقرارات قادمة قد تعيده إلى مربع الحجر السالب لحرية التنقل والحركة والتجوال ليلا ونهارا... 
هذه الأخبار السادية العقيمة المردودية لا تخدم أي استراتيجية صحية أو أمنية، بقدر ما تخلق اتجاهات سلبية وردود أفعال تشبه الكآبة والنفور من كل خطاب يمجد الحياة والصحة والعمل والحماس والانضباط... 
لقد تحولت العلاقة بين بعض المنابر والناس إلى علاقة سادو- مازوخية sado-masochiste، أي التلذذ بتعذيب الضحية. ولكن هذه الأخيرة من كثرة تتالي محفزات القبول بالتعذيب صارت تجد متعة فيه، اي غدت مازوخية  ... نريد قرارات وطنية حقيقية، يتم بلورتها من لجان علمية مستقلة غير تابعة لأي سلطة، حتى لا يتم تكييف الحقيقة العلمية مع مقتضيات سياسية ولوبية مصلحية وأحيانا اعتبارات أمنية... 
بين المقاهي وزبائنها والمساجد وروادها، نفس الجمهور ونفس المواطنين، حيث ينتقل الناس بينهما دون الشعور بأدنى تناقض أو تعارض بين الجلوس في مقهى لقضاء وقت ممتع مع الاصدقاء، والذهاب للمسجد لأداء الواجب الديني، بل واحيانا يتم الحفاظ على فنجان القهوة حتى العودة من صلاة المغرب مثلا.. لهذا فإذا رات الدولة ضرورة إغلاق المقاهي والمساجد والحمامات والأسواق، أو إغلاق بعضها لمحاصرة سلالة جديدة لفيروس كورونا فسيكون ذلك مفاجئا للآخرين وغير مقبول، لأنهم سيرون فيه حيفا وتعسفا وتفضيلا لمرفق على الأخر، لكنها نظرة سطحية، ومتسرعة وعاطفية، بل قد تؤثر سلبيا على حياة الناس الليلية خلال رمضان، وتعدم الرواج الاقتصادي وتعيد عقارب التهجم واليأس إلى نقطة الصفر... 
نحن هنا في المغرب لنا وضع صحي ووبائي وتلقيحي مغاير، لهذا ينبغي أن تكون التدابير مشتقة من هذا الوضع، وإلا سنكون متناقضين عندما كنا نعطي أرقاما تدل على تراجع كبير في معدل الاصابات والوفيات حتى اقترب شهر رمضان وشرعنا في الحديث عن ارتفاع الإصابات وظهور سلالات متحورة في بعض المدن المغربية التي ستعرف إغلاقا كليا حسب التنبؤات... 
المهم من كل هذا هو نهج الوضوح في العلاقة بالمواطنين، وتفادي جس النبض بوسائل إعلام مسمومة، والتحاور مع الفرقاء الاجتماعيين والمجتع المدني والنقابات والرابطات المهنية بروح وطنية وبطرق حضارية حتى نحمي مجتمعنا من كل الميولات المرضية التي باتت تسببها هكذا استراتيجيات...
نريد الصحة والسلامة والحرية غير المقيدة كليا، والصراحة في طرح المشكلات والمخاطر هنا وهناك، ولاداعي لتعميم القرارات على كل الحياة الاجتماعية لإرضاء خاطر من يتصيدون فرصة لانتقاد الدولة في هويتها العقدية والتهجم على سياستها الصحية  والأمنية التي أتبث فعاليتها دون نفاق أو مديح مجاني، وحاصرت الوباء باساليب ناجعة وأنفقت مالا كثيرا في توفير اللقاح قبل الدول المتقدمة، وهي الآن ماضية في البحث عن لقاحات جديدة لسد الخصاص وتحقيق استراتيجية المناعة الجماعية بمعدل 80 بالمائة...