السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: "زادو في الزيت".. الحكومة تقلي الشعب

محمد الشمسي: "زادو في الزيت".. الحكومة تقلي الشعب محمد الشمسي

عرف اللتر الواحد من زيت المائدة زيادة "جوج دراهم" دفعة واحدة، وفي الوقت الذي لم تعد فيه "الزيادة" أمرا غريبا على حكومتنا التي وكأنها انتخبت للزيادة، فإن الغريب هو اختيار التوقيت السيء لهذه الزيادة، فهذه جائحة كورونا تجثم على أنفاس الناس، وتضيق الخناق على لقمة عيشهم لعام كامل، ما بين عامل مطرود وتاجر مفلس و"عطاش" ازداد جوعا وعطشا، وهذا شهر رمضان على الأبواب في عادات غذائية تجعل منه شهر الاستهلاك أكثر منه شهر الاستغفار...

 

برر "موالين الزيت" هجمتهم على جيوب الشعب بارتفاع التكلفة، وكأن الشعب يعيش ترفا وبذخا، فالتكلفة حميت على الجميع، وبدل خفض قسط من الربح، قرروا رفع السعر وإضرام النار في قوت الفقراء، والكل يعلم قيمة زيت المائدة فوق الموائد المغربية، فهو يساعد البسطاء في إعداد مرق بقليل من "ليدام" يدهن الأمعاء والعظام، ويكسر روتينهم اليومي مع "الخبز وأتاي"، أو ما يسميه المغاربة بـ "الحَرفي"، وقد هتف بعض من سكان العالم الافتراضي بمقاطعة الزيت، لكن هيهات هيهات فصحيح أن الصبح قريب، لكن شتان بين الزيت والحليب، فقد تواطأت شركات الزيت مجتمعة في ما بينها على هذه الزيادة العمدية مع سابق الإصرار والترصد، ولم تترك لـ "بني شعبون" هامشا من الاختيار، وهو ما يشكل ضربا لقانون المنافسة الشريفة، ليجد المواطن "الغلبان" نفسه وسط مقلاة الحكومة فوق فرن الغلاء الملتهب، لنتأكد من أن هذه الحكومة تحشر فقراء الشعب في الزاوية الضيقة ، وكأنها تعلم المدى الذي يمكن أن يصل إليه غضب الشارع، رغم أن الحكمة تقول "ليس المرء بأمين على نفسه إذا أنت جوعته أو حرمته".

 

توشك هذه الحكومة على الأفول بحلول انتخابات يشاع أنها ستتزامن مع الدخول المدرسي المقبل، وستتلاشى غير مأسوف عليها، لكنها ستترك خلفها شعبا مقليا منهكا يحمل أثقال الزيادات الفجائية، ووزر قرارات الليل، وهي التي زادت ساعة في الزمن وأوهمتنا معها أننا سنوفر الكهرباء، فإذا بليلنا يصبح نهارا وبنهارنا يصير ليلا، وترتفع فاتورة الكهرباء في نهاية الشهر لنجني "البرد" مع حكومة تدبر الشأن الوطني بفائض من الارتباك، و"تحك على الدبرة" لإشعال فتيل حراك قد يتحرك في كل لحظة وحين...

 

وددت لو أن المواطنين جمعوا كل زيادات هذه الحكومة في سجل يعلقونه على أبواب بيوتهم إبان الحملة الانتخابية القريبة يوم يحج السياسيون أسرابا وأفواجا يطرقون أبواب الناس متوسلين ومتسولين الأصوات الانتخابية، حينها فقط يجد الواحد منهم عبارة: "حتا رهقتوني بالزيادة عاد جايين تدقو عليا... مللي كنت أنا ناكل الحرفي شكون سول فيا"...