الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: نبيل بنعبد الله لم يخلق ليوجد خارج الحكومة!

عبد السلام المساوي: نبيل بنعبد الله لم يخلق ليوجد خارج الحكومة! عبد السلام المساوي

منذ مدة ونبيل بنعبد يتدرب لكي يخرج من النكبة والمحنة..

منذ مدة وهو يتفقد ذاته ان كان فيه نفس... فخرج علينا بالمطالبة بضخ نفس ديموقراطي جديد ...

لكنه للاسف لم يخلق لهذا الدور...

لكنه للأسف ولد كي يكون سفيرا، ووزيرا، ولم يتعود أبدا على العيش خارج الحكومة، ولم يتعود أبدا على العيش في الاحتجاج، والنضال والرفض...

فيحاول أن يكون شعبويا وديماغوجيا، إلا أنه يفشل في ذلك ..

فيحاول أن يكون ديموقراطيا، إلا أنه يفشل في ذلك...

يسعى إلى أن يكون يساريا، لكن يبدو وكأنه يمثل، ويفتعل هذا الدور، ولا يؤمن به في قرارة نفسه...

ومهما بذل من مجهود، فلا أحد يصدق أنه مناضل...

وكلما جرب أن يعارض وينتفض، تفضحه انتهازيته وتبعيته لبنكيران... تفضحه صورته التي كونها الناس عنه ...

كم سيتعذب نبيل بنعبد الله وهو خارج الحكومة، إنه خروج لا دخول بعده... وهو يعرف هذا، لهذا يتعذب...

لن يعود ولو بدا اليوم شعبويا، ومزايدا، ورافعا الشعار...

لن يضخ في نفس وزاري جديد ...

لن يهتم به أحد مهما صرخ... لن يسمعه أحد مهما رفع صوته....

انفض الجميع من حول "نبيل"، فاعلون وأحزاب... وكان الحل للخروج من العزلة والمحنة هو أن يبتلع كل الإهانات ويتناسى كل الصفعات

وكان الحل هو المزايدة على الأحزاب

وكان الحل هو التهجم على الاتحاد الاشتراكي

وها نحن نحمد ربنا أناء الليل وأطراف النهار على هذا المكروه السياسي العظيم، وعلى هذا الابتلاء البنكيراني العابر ...

وها هو الآن تحول إلى "حلايقي"، ويريد البقاء على رؤوسنا إلى نهاية الزمان، ويريد البقاء وزيرا إلى أن ينقرض... ويطالبنا بنفس ديموقراطي - وزاري جديد... ويوهمنا أنه ما زال فيه نفس...

تراه يتصور أنه يستطيع الإساءة إلى الاتحاد الاشتراكي بهلوساته وهراءاته وخبائثه...

"نبيل" كان مجرد تابع لمن هو في مرتبة دون البغل وفوق الحمار

وكفى الله خلقه الآدميين شر الاضطرار إلى التمييز يوميا بين مراتب هي دون البغل وفوق الحمار، أعز الله قدر الجميع ..

إن هذا البلد العظيم يستحق ما هو أجمل بكثير من كل هؤلاء التافهين..

نبيل بنعبد الله سقط  في كل الانتخابات، ولم يسبق له أن فاز بمقعد برلماني...

الحاج، معزول ومنبوذ، من هنا وهناك، بدون سند ولا حليف... مرفوض يمينا ويسارا... بنكيران قصة وانتهت؛ انتهت بيتم نبيل بنعبد الله... الأحزاب الوطنية بمختلف ألوانها ورموزها تعتبره "رقما" غير مرغوب فيه، تتذكر جيدا "ولاءه" اللامشروط لبنكيران، بالأمس وما زال الحنين يشده إلى الزمن المعطاء، زمن الحقائب الوزارية الوازنة والمناصب العليا الثقيلة المدرة للامتيازات، له ولأتباعه...

انتهى الزمن الانتهازي بنهاية "مأساوية" لنبيل بنعبد الله، نهاية بعنوان ربط المسؤولية بالمحاسبة، وكانت المحاسبة معذبة، على الأقل نفسية واعتبارية... انفض الجميع من حوله؛ فاعلون وأحزاب...