الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

عبد الله بوانو يعذب موتى المسلمين بمقبرة الهادي بن عيسى الشيخ الكامل بمكناس

عبد الله بوانو يعذب موتى المسلمين بمقبرة الهادي بن عيسى الشيخ الكامل بمكناس عبد الله بوانو رئيس جماعة مكناس ومقبرة الهادي بن عيسى الشيخ الكامل

يعتقد بعضا المسؤولين أن حرمة الإنسان تنتهي بالممات، ويجهل البعض الآخر أن الله عز وجل جعل لجثة الميت من الصيانة والحقوق، ما هو تابت بالنصوص القطعية التي تناقلت من أئمة الإسلام، كما أن الإسلام كفل الحق في حرمة الميت في القرآن الكريم من خلال تكريمه للإنسان وتشريفه بالدين، وتفضيله على سائر المخلوقات مصداقا لقوله:" ولقد كرمنا بني آدم". هذا التكريم لم يقتصر على فترة حياة الإنسان بل تعداه إلى وفاته، حيث حرص الإسلام على احترامه وتكريمه حيا وميتا. فهل يحرص رئيس جماعة مكناس على ذلك؟

منذ ما يقارب ثلاثة أشهر والزعيم  عبد الله بوانو رئيس جماعة مكناس خارج التغطية، ولم يستطع جهاز رادار "الإيمان والتقوى" لديه التقاط ما يحدث بمقبرة الهادي بن عيسى الشيخ الكامل، التي عبث بقبورها سوء تقدير الجهات الوصية والمسؤولة عن أحوالها الإجتماعية و البيئية والروحية، حيث تحولت بقدرة "ظالم" إلى مطرح للنفايات بمختلف أنواعها، دون اعتبار لما تحمله رمزية المكان وقدسية أرواح المسلمين ، فضلا عن الحريق المهول الذي كان قد اندلع داخل زاوية حمادشة بنفس المقبرة وتحديدا بجناح لمان.

"لقد التهمت النيران كل شيء داخل زاوية حمادشة بجناح لمان، وحولته إلى رماد، بفعل أيادي المنحرفين والمشردين الذين حولوا المكان لماخور سري لاحتساء الخمور وتناول المخدرات وأشياء أخرى بعيدا عن أعين القائمين على شؤون مقبرة المسلمين بمكناس" يقول أحد أبناء مدينة مكناس الذي تألم لما يقع بفضاء مقبرة الشيخ الكامل.

وأضاف نفس المتحدث لموقع"أنفاس بريس" قائلا: "تجد بين القبور قنينات الخمور مرمية هنا وهناك، وتراكم الأزبال بين القبور وعلى جنباتها، وكأن الأمر لا يعني من يتشدق بإنتمائه لجوقة من يدعي الطهرانية والإيمان والتقوى والدفاع عن كرامة الناس، في الوقت الذي لم يهتم لا بالأحياء ولا بالأموات منهم".

واستغرب نفس المتحدث بالقول: "تحس بنوع من الحـرة وأنت تحاول جاهدا زيارة قبر والدك أو والدتك أو أحد أقربائك للترحم عليهم، تشعر بأن الموتى يتعذبون في قبورهم من طرف من أوكلت لهم رعاية حقوقهم التي شرعها الله أكثر من عذاب الأحياء "

الأغرب من ذلك يقول محدثنا "مقبرة اليهود والمسيحيين ترعاها نفس الجهات وتحيطها بالحرس والعسس، وتواظب على نظافتها وجماليتها، وتسهر على حمايتها من الغرباء و كل من يحاول المساس والتطاول على حرمتها، وهذا شيء جميل وواجب". وتساءل قائلا: "احترام الموتى وقبورهم واجب على كل المسؤولين، وحماية المقابر من العبث من أولوياتهم لكن السؤال لماذا إهمال ونسيان مقبرة الشيخ الكامل والعبث بفضائها الروحي؟"

الصور المرافقة للمقال توضح فداحة الحريق الذي طال زاوية حمادشة (جناح لمان) وحولها إلى لوحة مأساوية تعكس فداحة واقع الموتى في قبورهم بدون رحمة أو شفقة، والأزبال المتراكمة هنا وهناك، فضلا عن الحشائش التي غطت القبور نهائيا ودثرت معها سيئات كثيرة من ذنوب اقترفها من يقتحم الفضاء ويمارس فيه انحرافه تحت جنح الظلام. دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا.

فهل تتحرك عاطفة رئيس جماعة مكناس عبد الله بوانو الذي يعتبر نفسه صقرا من صقور العدالة والتنمية ليمحي ذنوبه بممحاة ما اقترفت سياسته التدبيرية من أخطاء لا تغتفر اتجاه الأحياء والموتى على السواء؟.