الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

خديجة الرويسي: إعلام في خدمة الطغمة العسكرية ضد الشعب الجزائري المتطلع لتقرير مصيره

خديجة الرويسي: إعلام في خدمة الطغمة العسكرية ضد الشعب الجزائري المتطلع لتقرير مصيره خديجة الرويسي
ستون سنة من حكم الطغمة العسكرية في الجزائر، طغمة أساءت الاختيار على كل الأصعدة : اختيار النموذج التنموي المناسب، اختيار الحلفاء، اختيار النموذج السياسي، ورغم ذلك مازالت مصرة على التمادي في سوء الاختيار وفي الخطأ، بمواصلة العبث ودفن رأسها في الرمل كالنعامة.
في حوارات مع متتبعين من بلدان مختلفة لا يتردد أحد منهم، أثناء الحديث عن دولة الجزائر، بالتعبير عن أسفهم لمستوى الانهيار الذي وصلت إليه الجزائر بقيادة الطغمة العسكرية الحاكمة و المتحكمة في البلد، الكل يعرف أن الجنرالات وأسرهم أسسوا نموذجا منظما للرشوة وتبييض الأموال لنهب الشعب الجزائري، والكل يتساءل عن مآل الجزائر في المستقبل القريب.
لا شيء تحقق، كل المشاريع تموت قبل الولادة، لأن قنابل نسف تلك المشاريع هي الطغمة العسكرية نفسها، التي لا تطرح سؤال:
هل المشروع قابل للحياة والاستمرار بل تطرح سؤال: كم هو مقدار النهب الذي سيتيحه.
وًعندما اقتربت الطغمة العسكرية من الانهيار أصابها السعار و احتدم السعار ضد الشعب الجزائري و ضد المغرب على السواء.
الطغمة العسكرية مقبلة على الانهيار، ولعل تصفيات الحسابات بينها كان و لازال واضحا و جليا منذ بداية الاستقلال في تصفية جناح لجناح. الأدهى اليوم أن الجناح المهيمن لا يستطيع أن يصمد في الحكم إلا أشهر ليطيح به الجناح المنافس وهلما جرا.
أصبح الجنرالات ينتقلون من الحكم إلى السجن ومن السجن إلى الحكم بين عشية و ضحاها.
منذ مؤتمر طرابلس سنة 1962 انقلبت الطغمة العسكرية ضد الشعب الجزائري و يبقى الموقف المشرف للحسين آيت أحمد و محمد بوضياف وآخرين، مسجلا بمداد الفخر عبر التاريخ، برفضهم الدخول في لعبة الطغمة العسكرية التي سرقت استقلال الجزائر و سرقت بالتالي ماضي وحاضر الشعب الجزائري الشقيق.
التاريخ عنيد والآن انزاحت آخر شجرة كانت تخفي غابة النهب والسطو ليس فقط للثروات المادية للجزائر بل كذلك نهب إرادة الشعب الجزائري من طرف هذه الطغمة العسكرية الحاكمة.
انهيار الطغمة الحاكمة قادم لا محالة ، وهناك مؤشرات عديدة تدل على ذلك، و الشعب الجزائري سيقول كلمته ،و سيقرر مصيره عاجلا أم آجلا.
الطغمة العسكرية تحلم بزعزعة استقرار المملكة المغربية، وذلك الحلم سيتحول لكابوس
المغرب ركب القطار منذ قرون ونتبه للأخطاء التي قد تعرقل مساره وعالجها بحكمة وروية قبل فوات الأوان، واليوم كل الإنجازات تشهد على ذلك وفي جميع الميادين ومازلنا نتطلع للأفضل في ثورة دائمة للملك والشعب يدا في يد.
عناوين انحطاط الطغمة العسكرية كثيرة، وعلى الاعلام الرسمي الجزائري الاهتمام بها لدخول التاريخ من بابه الواسع، وسيكون بذلك مستحقا للهوية الجزائرية بامتياز لأنه بذلك سينحاز إلى جانب الشعب الجزائري الذي يتوق لتقرير مصيره.