الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبدالغني السلماني: في ذكرى اغتيال  الشهيد شكري بلعيد

عبدالغني السلماني: في ذكرى اغتيال  الشهيد شكري بلعيد عبدالغني السلماني
روح الذكرى
تُحيي تونس اليوم السبت  06 فبراير 2021 ذكرى اغتيال الشهيد شكري بلعيد، الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وأحد مؤسسي الجبهة الشعبيّة الذي تم اغتياله  بالرصاص أمام منزله يوم 6 فبراير سنة 2013.
تحل الذكرى الثامنة  لاغتيال الناشط  اليساري والمحامي التونسي شكري بلعيد، ولا يزال ملف اغتياله لغزاً للتونسيين رغم معرفة هوية القاتل هكذا تكون الجريمة السياسية .
 تحل الذكرى  وشاق فكر الأمل  يزدادون ألما خاصة في ظل التجاذبات السياسية التي تمر بها تونس، تحل الذكرى والمطالب التي ناضل من أجلها الشهيد لم تتحقق للتونسيين استقرارا، ولا للفقراء عدالة اجتماعية، ولا للعاطلين شغلا. تحل الذكرى وصورة الشهيد في قلوب الأحرار. 

 
العنف القاتل 
العنف السياسي كارثة على الدّولة و المجتمع ، إذ حين يصبح القتل وجهة نظر  يتستر عليها السياسي والفاعل المجتمعي، حين يتواطأ الكل من حيث  يدري أو لا يدري وفتح المجال لاستعادة آلة الحرب كقوة حيويّة  تمنح فرصة للتغول والتوحش إنه السياق الذي تمّ فيه  اغتيال المناضل شكري بلعيد في تونس ما بعد الثورة. 
اغتيال شخص ما على الهوية أو على العقيدة أو على الانتماء... إنّما يعني تعليق سلطة الدولة وتنصيب سلطة فوق الدولة، سلطة تتعالى على كل أنظمة التشريع القائمة  على التعاقد والتدافع  والإرتماء في ثقافة الغيب والسخرية من المدنية . 
إنّ اغتيال شكري بلعيد تمّ في سياق صراع لاهوتي - سياسي  تجند لها أفراد وجماعات متطرفة  نتيجة  صعود الإسلاميين إلى سدّة الحكم بعد انتخابات شرعية أشرف عليها  التيار اليساري والقومي في تونس  أو قد نقول  تيار علماني مدني. إنّه اغتيال الذي تم في ظل الشرعية والانتقال الديمقراطي المزعوم . وهذا ما اعتبره العديد من متتبعي انتصارات الربيع العربي اغتيالا من نوع خاص. شبيه بغغتيالات سياسية عرفها المغرب في تاريخه الحديث اغتيال عمر بن جلون المعطي بوملي ومحمد آيت الجيد بنعيسى ... الطريق الذي اختاره شكري بلعيد والجرأة التي واجه بها الخصوم هي النهاية المفترضة لكل ناشط على طريق الفضح والتفكيك، إنه الطريق الذي  من حياة أي  ناشط حقوقي أو سياسي أو مثقّف في موضع المستهدف.
 تحل الذكرى ونحن نطرح السؤال ؟ ما الذي يقنع بعض النّاس على تبنّي ثقافة العنف وتبني ما يمكن تعريفه وتداوله باعتباره  إرهابا محموداً؟

 
ما العمل 
إن تقوية التيارات الديمقراطية بتعددها وتنوعها باتت ضرورة ملحة من أجل بلورة عرض فكري وسياسي  مناهض للشمولية والعدمية ، نظرا لحجم الرهانات التي تنتظر كل الديمقراطيين والتقدميين  والحداثيين من أجل تحصين المكتسبات وتفعيل آليات العدالة الاجتماعية حتى لا يتم استغلال  ضحايا الفقر والتهميش والهشاشة والاستبعاد الاجتماعي و  تجنيدهم ضد العلم والعقل والتنوير ، وتوريطهم في جرائم العنف والتصفية الجسدية.
للروح شكري بلعيد البقاء وعليه الرحمة والمغفرة .

 
 رسالة لشكري 
بلغ سلامي أيها البطل لكل الأحرار ولا تنسى بنعيسى والمعطي وعمر وفرج فودة ..... و كل اليانعين الذين ضحوا بحياتهم كي ننعم نحن بالحياة والمكتسبات محبتي لكم جميعا .
عبدالغني السلماني كاتب وناقد