الخميس 28 مارس 2024
سياسة

العبث بالمجال المحفوظ لأمير المؤمنين في تعيين رئيس المجلس العلمي بتطوان

العبث بالمجال المحفوظ لأمير المؤمنين في تعيين رئيس المجلس العلمي بتطوان أحمد التوفيق وزير الأوقاف، ومحمد الشنتوف الرئيس الجديد للمجلس العلمي المحلي بتطوان(يسارا)
في سياق الدفعة الجديدة  للتعيينات في المجالس العلمية المحلية،والتي همت مؤخرا رئاسة 16 مجلسا ،تم تعيين محمد الشنتوف، رئيسا للمجلس العلمي المحلي بتطوان،خلفا للأستاذ عبد الغفور الناصر،الذي ألحق لكبر سنه، بالمجلس العلمي الأعلى.
هذا التعيين كان  سيمر بدون تعليق ،كمعظم التعيينات في دواليب الحقل الديني،التي تعبر عن الهزال سواء من حيث الكفاءة أو الالتزام المذهبي.لكن تسرع موقع الكتروني بشمال المملكة، في تهنئة الرئيس الجديد،والنفخ في رماده بعد ذلك ،مثل استفزازا لنخبة مدينة علمية في حجم تاريخ تطوان،يصعب استغفال أهلها،لمآرب شخصة وإديولوجية بهذه البساطة، وما هذا التسويق الإعلامي إلا حلقة ضمن رافعة متعددة المواقع والأقنعة للإتيان بوجه "وديع"، يتم من خلاله التمكين أكثر للمخطط الأصولي،كما دشنه في تطوان تقي الدين الهلالي في القرن الماضي.
وكانت خلاصة تجيير الموقع  المذكور، للشنتوف أن هذا التعيين يعتبر "إضافة نوعية نظرا لحجم تجربته، ومستواه الفكري  والمعرفي".
فهل بالفعل يعتبر تعيين الأستاذ الشنتوف إضافة نوعية للرؤساء السابقين للمجلس العلمي ،السادة :التهامي الوزاني،محمد حدو أمزيان،إدريس خليفة،عبد الغفور الناصر.؟ وهل يملك بالفعل،التجربة اللازمة لتدبير استحقاقات تأهيل الحقل الديني في تطوان؟وهل يملك بوصلة للسير المذهبي  أصلا؟
أعتقد أن النفخ في الرجل بلا حدود مضر به،وأن حرق المراحل،بدون تدرج في التأهيل مضر به أيضا. لذلك دعونا نحاول تأطير هذا التعيين على نحو يوضح الرؤية في الكشف عن خائنة الأعين في الموضوع، وبما يساعد الماسكين على جمر الإصلاح على تصحيح الاختلالات،ونحن نخالهم ما فرطوا في الصدع بالحق.
1- لقد أفرزت دينامية المجلس العلمي بتطوان أسماء متنورة ومتمرسة ،تستحق أن يختار من بينها من يستلم مشعل الرئاسة.وهذا ما ينسجم مع منطق الحكامة في التدبير،وفي التدرج في تقلد المهام. أما الإتيان ب"فاتح"،من خارج عضوية المجلس، فهذا مؤشر على عدم النزاهة في إسناد المسؤوليات،في وقت يشدد فيه الملك/أمير المؤمنين على شرط الكفاءة في ذلك.
2- يظهر أن استبعاد الأسماء المتنورة،مرده إلى الاستجابة الرسمية لما تروجه الأصولية  عنها، من شبهة "اليسار". والغريب أنه ما زال  هناك في مصدر القرار الديني في العهد الجديد،من هم سماعون  لهذه الأراجيف وما شابهها. وعلى فرض أن هذه الأسماء فيها شبهة يسارية،أليس لليسار حظ في مرجعية إمارة المؤمنين؟. ما حصل يظهر أن تدبير المجال المحفوظ لأمير المؤمنين،أصبح ساحة لتصريف الأهواء والأحقاد الإديولوجية.
3-الشنتوف/"الفاتح" الجديد لقلعة المجلس العلمي بتطوان ،لقطع الطريق على اليسار المفترض، كان مرشحا لعضوية المجلس العلمي لتطوان أو المضيق،لكن الاستعجال الأصولي أراده رئيسا قبل الأوان. وهذا الفاتح ،صاحب تعيين ما اعتبر "إضافة نوعية"،كان نائب عميد كلية أصول الدين، وقد أصبحت  هذه الكلية مشتلا لكل أنواع الطيف الأصولي،ولم يحرك ساكنا. فكيف له أن يؤهل الحقل الديني في تطوان؟وكما يعلم الجميع، أن عميد كلية أصول الدين  يختار نوابه من المنخرطين في مشروعه الاديولوجي. وتذهب من الآن  تخمينات بعض المتتبعين إلى أن المسير الفعلي  للمجلس العلمي بتطوان، سيكون عميد الكلية الأستاذ محمد التمسماني.
4-الأستاذ الشنتوف بمحدوديته، وهو بدون كاريزما في التدبير ،سيكون واجهة للاستخدام الأصولي.أكيد أن في خلفية طبخة تعيينه، هناك المنسق الجهوي لمجالس الجهة والمندوب الجهوي،ونقيب الشرفاء العلميين وبالتبعية حزب الاستقلال،وكل وحسابه في هذا الأمر. لكن وزير الأوقاف،وهو يتوج هذا التعيين،يكون قد أهدى قلعة تطوان للأصولية بوجه وديع،على نحو الإخراج الجديد لعمل الأصولية في جمعيات المجتمع المدني.وبذلك يستمر تدليس وهم الإصلاح على أمير المؤمنين،حتى وهو يوصي بقول الحقيقة.
5-إن الضعف المرشح له المجلس العلمي، بهذا التعيين، في تدبير مختلف الملفات،إذا أضفنا إليه الضعف الذي توجد عليه مندوبية الشؤون الإسلامية،سيجعل في المحصلة  الأجهزة والإدارة الترابية تتحمل لوحدها ثقل التسيب المذهبي المترتب  عن ذلك.
أما بعد، فيفترض الآن، في "الفاتح" الشنتوف ،على الأقل من مدخل طيبوبته الإنسانية ،أنه استوعب النصيحة. لذلك سنتبرك بمسك الختام:"وادخلوا الباب سجدا،وقولوا حطة نغفر لكم  خطاياكم،  وسنزيد المحسنين".