الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: "الروبيني اللي فتحناه ما شربنا ماه" السي العثماني

أحمد فردوس: "الروبيني اللي فتحناه ما شربنا ماه" السي العثماني أحمد فردوس
أتذكرون رمز "الروبيني" في الإنتخابات؟ 
لا أعرف لماذا استحضرت هذا الرمز الانتخابي، الذي يعد رقما عدديا في معادلة انتخابية كل استحقاق محلي أو إقليمي وجهوي، بعد أن أقره مطبخ أم الوزارات سابقا مثل كل رموز الأحزاب التي كنا نطلق عليها لقب "الكوكوت مينيت"، دون أن أعير أي اهتمام لباقي الرموز الحزبية بما فيها تلك التي توحي بدلالات بيئية أو ميكانيكية و حتى صناعية أو حيوانية.
لكن لي اليقين أن لـ "بلومبي" مصلح أعطاب "روبنيات" ساكنة مدينة اليوسفية يحلم بأن ينبعث هذا الرمز السياسي الصدئ من بياته، ويصحح أوضاع الصنابير المائية التي لم تعد تسكب سوى مياه ملوثة لا تصلح للاستعمال الآدمي كرم الله وجوهكم أيها القراء (حشاكم)، لأنه حسب الفتوى فمياه الروبيني بمدينة الويجانطي الفوسفاطية، لا تصلح لا للوضوء أو غسل الميت، بعد أن أصبح لها لون وطعم.
لقد أضحى "الروبيني" في حياة الإنسان اليوسفي يشكل هاجسا كبيرا، بفعل ما ينساب منه من مياه ذات خاصية ملوثة ومسمومة وكريهة.. لأن "روبيني" ساكنة اليوسفية طبعا ليس هو "الروبيني" الذي تحدث عنه البروفيسور سعد الدين العثماني ذات يوما عندما توأمه مع "لانكاصة"، وقال في نظريته العلمية الخالدة والشهيرة "حل الروبيني، يخرج الماء، شعل لانكاصة يشعل الضو". (حنا هزنا الما وضربنا الضو في الويجانطي)
فتحنا "الروبيني" السي العثماني للحصول عن (H2O) الذي جعل منه الله كل شيء حيا، ولم يخرج منه سوى رائحة الجيف والغيس والبول وأشياء أخرى تحتاج للتحاليل المختبرية لتفكيك وعزل مكوناتها المتراكمة بفعل تحويل انتماء اليوسفية لحوض أم الربيع وما تحمل مياهه من ترسبات صناعية ومياه عادمة.
لقد فتحنا "الروبني" ولم نجد الجودة التي يتحدث عنها بلاغ "بيرو" المدير الجهوي "للما و الضو"... لم نجد سوى بهتان نظرية "حل الروبيني يخرج الماء" التي كشفت رائحة الفضيحة التي انسكبت من الصنبور فأسقطت حكاية "الجودة والصحة والسلامة" بشهادة الأطباء المختصين في مرض الجهاز الهضمي، والصيادلة الذين انبهروا أمام كميات أدوية مرض القولون والأمعاء والمعدة التي تسابق المرضى لاقتنائها، منذ أن "فتحنا الروبيني" وشربنا من مياه ساقية سبت لمعاريف (شا يالله أدكالة).
فتحنا "الروبيني" في اليوسفية فانسكبت أسئلة الناس البسطاء المغلوبين عن أمرهم، ولم يجب عنها وزيركم سي عمارة الحامل لحقيبة التجهيز واللوجستيك، ولا وزيركم سي الرباح في الطاقة والمعادن والبيئة..فلمن نوجه سؤال الماء الملوث في زمن كورونا ؟
ماء "الروبيني" المعلوم الذي فتحناه أسي العثماني، أخرج الناس من حجرهم الصحي، و أعاد عقارب الساعة نحو الحركات الاحتجاجية التي انطلقت حرب صواريخها صوب إدارة الماء لتكذيب بلاغاتها التي تدافع عن جودة الماء وتطابقه مع معايير الجودة والصحة والسلامة، رغم تسجيل عدة حالات مرضية بسببه.
إن شعب اليوسفية لا يطالب في زمن كورونا اللعين، سوى بماء بخاصية علمية، وبجودة مضمونة المعايير، لأنه تعود على شرب مياه بحيرة الخوالقة العذبة منذ زمن اكتشافها من طرف الطوبغرافي والجيولوجي " لويس جونتي" رحمة الله عليه.