الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

شامة درشول : صباح الخير عدنان...

شامة درشول : صباح الخير عدنان... شامة درشول 
أخبروني هذا الصباح، أن ملاكا طيبا كان عائدا الى بيته في السماء، حين لمحك تقاوم بشجاعة ذئبا آدميا. قالوا لي إنه أمسك بتلابيب الذئب، أسقطه أرضا، نزعك الملاك من يدي الوحش، وهرب بك الى السماء، وقبل أن يفتح الباب، أدخل يده في قلبك، انتزع روحك، ووضعها في كيس كبير أخفى فيه تلك الأرواح البريئة التي أنقذها تلك الليلة في جولته بالأرض، وترك جسدك للأرض، وقام الوحش يبحث عن مكان يواري فيه سوأة الأرض. 
أخبروني، أنك وأنت تفتح عينيك في مكان فسيح، هادئ، جميل، وجدت نفسك محاطا بأطفال مثلك، ينظرون اليك مبتسمين، وبجوارهم الملاك الطيب، وسألته:"أين أمي وأبي؟ علي أن أعود اليهما بالدواء"، فأجابك:"أنت هنا في أمان، سيحزنان كثيرا، ولن ينسياك يوما، لكن سيأتي يوم يعرفان فيه أنك هنا أكثر أمانا، في السماء، حيث لن يقربك وحوش الأرض". 
صغيري عدنان...
القاتل، وهو يهتك عرضك، كان في الحقيقة يحاول ان يقتل الجمال فيك، غلبه قبحه، حتى رأى في جمالك، وبراءتك، استفزازا لقبحه، القاتل حين كان يحاول مواراة سوأته بدفن أثرك تحت الأرض، كان يجهل أن الملاك الطيب  سرقك منه، ولم يترك له سوى الجسد. 
صغيري...
لم أستطيع أن أتخيل وضع أمك، ولا أبيك، وانت غائب، فمابالك الان؟ فاعذرني ان عجزت ان أتخيل العذاب الذي مررت به على يد واحد من هاته الوحوش التي تختبئ بيننا، وقلت لنفسي ولو كذبا اني واثقة ان رحمة السماء مدت يدها اليك وخطفتك من القاتل، قبل ان تشعر بأي أذى، وأخذتك الى حضنها، هناك، يجوار الكثيرين الذين أنقذهم الملاك الطيب، وهناك، أنت ورفاقك، أنتم الان تصلون..
تصلون من أجلنا...
تصلون من أجل هؤلاء الأمهات اللواتي فجعن في فلذة أكبادهن على يد مغتصب، وقاتل. 
تصلون من أجل هؤلاء الأمهات اللواتي يخشين أن يأتي عليهن يوم ويصبحن "أم عدنان". 
تصلون من أجل أب عدنان، حتى يكون آخر أب صارع قسوة الحياة بشجاعة، لكن هزمه قاتل فتك بمن كان يتحمل الحياة من أجله. 
تصلون من أجل نساء مثلي، يحلمن بفلذة كبد، لكنهم لا يملكن شجاعة القدوم به الى بلد لا يمر يوم فيه دون حرب ضدهن. 
صل يا عدنان من أجلنا...
صل وأترابك من أجل الملاك الطيب الذي انقذك وعم من وحش آدم، فقد تعب الملاك الطيب من شر أهل الأرض، من الحلم أن يعود يوما الى السماء بكيس خاو من أرواح الأبرياء، صل من أجله، من أجل من يوم لا يجد فيه نفسه محتارا بين الفرار بالطفل الى السماء، او تركه على الأرض يواصل باقي الوحوش هتك روحه وهم يذكرونه:"اااه انت  الذي اختطفوك، واغتصبوك، وكادوا أن يقتلوك؟!!!!". 
صل من أجلنا، واستمتع هناك في ذاك المكان البعيد، بحياتك التي كنت ستعيشها هنا، ولا تنس أن تزور أمك وأباك، لعل المنام يعوضهما عما حرمتهما منه اليقظة. 
صا من أجلنا يا صغيري...
صل كثيرا، لعل أحدا من أبناء هذا البلد يسمع، ويفهم أن الإرهاب الاجتماعي الذي سقطنا فيه لا يقل فتكا، وخطرا، عن إرهاب أصحاب السيف!!   وداعا عدنان!