بمجرد ما تم الإعلان عن ظهور إصابات بالفيروس التاجي يوم السبت الماضي بمتجري مرجان مراكش" مرجان شارع عبد الكريم الخطابي ومرجان طريق اكادير"، حتى دب الرعب بعمال ومستخدمي متاجر كارفور بنفس المدينة، رعب عمقه لدى هؤلاء العمال مسؤولي المتاجر المذكورة أن العدوى أتت لمتاجر مرجان من المواطن الذي منذ أن ظهر الوباء وهو يصوب أمواله بطريقة هستيرية بتلك المتاجر، خشية أن تشح المواد الغذائية بتعبير أدق، ساهم في الرفع من رقم معاملاتها بشكل فظيع، إذ أن متاجر كارفور، خاصة كارفور تاركة، الحي الراقي الذي لا يتبضع منه إلا علية سكان المدينة الحمراء، حيث شوهد بعض الأشخاص وهم يتنقلون من وقت لآخر بين عمال الصناديق الذين يستخلصون أموال المتبضعين ويطلبون منهم على مرأى ومسمع من الزبائن ألا يزيلوا الاقنعة البلاستيكية، وأن يقوموا برش النقود التي يحصلون عليها، وتلك التي يرجعونها إلى المواطن. شيء جميل أن نرفع مستويات الالتزام بقواعد السلامة إلى اللون الأحمر، ولكن ليس اليوم، وبعد أن سمعوا بانتشار الوباء بمرجان. إن لذلك تفسيرا واحدا وهو محاولة القول وبصوت عال للمواطن المغربي أنت من تنقل العدوى إلى المتاجر وللعمال. فالمواطن هو من ينقل لكم العدوى.
يا عجباه، لقد نسي هؤلاء أن جميع المتاجر الكبرى "مرجان كارفور بيم أتقاداو"، قد فرضت على الزبائن حزمة من القواعد التي تم تطبيقها بالحرف من قبلهم. أفليست هي من تقيس حرارة المواطن؟ أليس كارفور من كان يحدد عدد من سيدخلون للتبضع؟ أليس هم من وضع جهازا للتعقيم خاص بالعربات وجهازا متطورا لقياس الحرارة بالكاميرات؟ أليس هم من يمنعون كل من لم يضع الكمامة الماسك؟ فحتى الكمامة هي تعبير لا يليق بالمواطن المغربي. فأين علماء اللغة ليجدوا لنا مصطلحا يليق بهذا الشيء الثمين الذي منافعه أغلى من ثمنه. لقد نسي هؤلاء المسؤولون أن إصابات مرجان كانت في صفوف عماله الذين هم مواطنون مغاربة مثلهم مثل الزبائن، وأن أغلبهم سيكون مخالطا.
لقد نسي هؤلاء الكارفوريون أن أول إصابة بمحل تجاري كانت بكارفور كليز كاري. إذن أن هؤلاء الذين لا يراعون شعور المواطن الزبون، تجاهلوا كذلك أن مثل تلك التوصيات تعطى للعامل بعيدا عن الزبون، أي المواطن المراكشي المغربي الذي أصبح الكل يرى فيه أنه هو الفاعل الأساسي في ارتفاع أعداد المصابين بالوباء، وأنه هو وحده المصاب بالوباء.
ويجب علينا أن نحتاط منه مع أن الواقع غير ذلك، فلم نشاهد مواطنا اختنق بمرجان أو بكارفور أو حتى عطس، بل ما سمعناه هو أن مرجان أصبح بؤرة.
فعوض أن نهين المواطن المغربي ونعلق عليه أخطاء القطاع الوصي ومن معه، كان من المفروض بعد أن سمعنا بحالات مرجان مراكش القيام بإغلاق كارفورات مراكش والمراكز الأخرى وإجراء التحاليل المخبرية لعمالها، تفاديا لازدياد عدد الإصابات.
فكم سيكون عدد مخالطي عمال مرجان مراكش؟ كم من المواطنين تبضع وتعامل مع المصابين؟ فعوض أن نستمر في إهانة المواطن ونحمله وزر الوباء، نبحث عن مكمن الخلل لمحاضر الوباء ويعيش المغاربة في أمن وأمان، ونعود إلى المرتبة التي كنا نشكل بها مثلا كان العالم بأسره، كما أكده جلالة الملك في خطابه الذي يحتذى به، بل كنا نحسد عليه من قبل الأعداء.