السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

شركة عقارية تسعى لإعدام عمارة "فلوريال" التاريخية بآنفا العليا

شركة عقارية تسعى لإعدام عمارة "فلوريال" التاريخية بآنفا العليا الإقامة السكنية "فلوريال" شاهدة على حقبة زمنية مهمة من تاريخ المغرب

عناية خاصة للفيلا التي عرفت سنة 1943 توقيع الاستراتيجية الأوروبية للحلفاء في المرحلة التالية من الحرب العالمية الثانية بالدار البيضاء، وبالضبط بمنطقة آنفا، والتي تحولت اليوم إلى نقطة جذب يسكن بمحيطها كبار القوم من سياسيين ورجال أعمال وديبلوماسيين من قبيل القنصل الأمركي بكازا.

 

 

أمام هذه الفيلا تنتصب الإقامة السكنية "فلوريال" شاهدة بدورها على حقبة زمنية مهمة من تاريخ المغرب، عاش ساكنتها من المغاربة والأجانب علاقة جوار خاصة يسودها التسامح والمحبة والتعاون خصوصا وأن من بين ساكنتها أوربيون فضلوا قضاء آخر أعمارهم بآنفا، بل وانقطعت علاقتهم العائلية مع عواصم القارة العجوز..

 

كانت طبيعة السكنى على سبيل الاستئجار، لكن ساكنة هذه الإقامة عاشت العصر الذهبي قبل أن تؤول الملكية لشركة عقارية خاصة. كان المستأجرون يؤدون واجباتهم الشهرية عبر حساب بنكي بشكل منتظم، والملكية المشتركة كانت محروسة من قبل شركة مختصة تقوم بدور السانديك..

 

 

هذه الأوضاع ستعرف تغيرات منذ حوالي سنتين، بعد انتقال الملكية لشركة عقارية خاصة، حيث بدأت على حد قول الساكنة، منهم المسنون والمرضى، ومنهم من هو على فراش الموت، من استفزازات الشركة المالكة الجديدة، التي أشاعت وسط الساكنة بأن العمارة مهددة بالسقوط، وهو ما لجأت إليه في عز الحجر الصحي الأخير عبر مراسلة الساكنة بشكل فردي وحددت لهم مهلة شهرين قصد الإفراغ. هذا الأمر لم تستسغه الساكنة التي رأت في قرار الشركة تسلطا وتجبرا ضدهم، دون احترام التدابير الاحترازية التي نص عليها القضاء في التعامل مع قضايا الإفراغ.

 

ومن أجل تبيان أن العمارة تشكل خطرا على ساكنتها، فقد لجأت الشركة المالكة الجديدة للعمارة إلى منع كل الإصلاحات الخارجية وعدم القيام بمهام السانديك بعد إنهاء التعامل مع السانديك السابق، مما جعل الساكنة تلجأ لخدمات الحراسة والبستنة من مستخدمين، وهو ما انعكس على محيط العمارة السكنية، التي تعرضت لهجوم من الحشرات والقوارض بعد أن كانت مثالا في النظافة والبهاء.

 

 

لم تقف ساكنة عمارة "فلوريال مكتوفي الأيدي،  بل لجأوا بدورهم لمختبر معترف به أكد أن العمارة في وضع سليم تحتاج فقط لبعض الإصلاحات على صعيد مجاري المياه العادمة نتيجة الحجر الصحي الأخير.

 

ملف طلب الإفراغ لم يوضع بعد لدى الجهات القضائية، ويتطلب إجراءات طويلة والخبرات المضادة، وهو ما يجعل الساكنة مطمئنة للقضاء من أجل إنصافهم، بل وحماية تراث عمراني أصيل من كل محاولة تغيير معالمه.