الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

باشا: الحكومة لم تستوعب لحد الآن أن مطلب المغاربة العالقين ليس ماديا

باشا: الحكومة لم تستوعب لحد الآن أن مطلب المغاربة العالقين ليس ماديا عائشة باشا، ومشهد لمغاربة عالقين

أشادت عائشة باشا، فاعلة مدنية مقيمة ببلجيكا بالجهود المبذولة من قبل بعض القنصليات والسفارات المغربية بالخارج لمساعدة المغاربة العالقين، والذين تتضارب الأرقام بشأن عددهم ما بين 22 و30 ألف شخص وعلى الخصوص بكل من فرنسا وبلجيكا وهولندا، مضيفة بأن 25 في المائة من المغاربة العالقين استفادوا من الإيواء والتغذية بفنادق أو شقق سكنية، وهي الفئات التي تعاني من أوضاع مادية جد مزرية، إلى جانب التكفل بمصاريف العلاج والأدوية (نموذج سفارة وقنصليات بلجيكا)، بالإضافة الى تكفل وزارة الشؤون الخارجية بمصاريف دفن الأموات والتي تتراوح ما بين 3000 و3500 أورو.

 

ونوهت باشا بالمساعدات التي قدمتها قنصلية كولومب، حيث استفاد 120 من العالقين من مساعدات مالية وصلت إلى 50 أورو في الأسبوع، بالإضافة إلى قفة من المواد الأساسية قبل أن يتقلص المبلغ إلى 40 أورو، بالإضافة إلى المساعدات التي قدمتها جمعيات المجتمع المدني في بلجيكا وقنصلية كولومب بفرنسا بفضل تعاون القنصليات المعنية، حيث تم بهذه الأخيرة تم توزيع قفف رمضانية من طرف ثلاث جمعيات، بعد أن وفرت كل جمعية ما يناهز مبلغ 5000 أورو لهذا الغرض.

 

وأشارت باشا أن جمعيات المجتمع المدني لعبت دورا مهما في بلجيكا، حيث تقوم بتوزيع الأغذية، علما أن عدد هام من العالقين غير محصيين من طرف القنصليات. ويتواجد غالبية العالقين بكل من فرنسا واسبانيا وتركيا.

 

بالمقابل أشارت باشا أن العالقين في عدد من البلدان التي وصفتها بـ "النقاط السوداء" يظل جد صعب من قبيل ألميرية وسبتة ومليلية والجزيرة الخضراء، وهي المناطق التي تضم عالقين من بلدان متعددة، حيث ينامون في العراء ويعانون من أوضاع اجتماعية جد مزرية؛ مضيفة أن إسبانيا تعاملت معهم بقساوة، في غياب أي دعم من السفارة المغربية بمدريد أو القنصليات المغربي في هذا البلد.

 

وأوضحت باشا أن العالقين يعانون من أوضاع مادية ونفسية جد صعبة، علما أن نسبة كبيرة منهم لم تستفد من المساعدات، ناهيك عن انقطاعهم عن أبنائهم وعائلاتهم، وعدد هام منهم فقدوا عملهم، ومنهم من نفذت أموالهم، ويشعرون بتذمر كبير خصوصا أن هذه الأزمة تزامنت مع شهر رمضان، ناهيك عن معاناة فئات واسعة منهم من أوضاع صحية جد صعبة بسبب انقطاعهم عن زيارة الأطباء .

وواصلت محدثتنا تصريحها بالقول إن الحكومة لم تستوعب لحد الآن أن مطلب المغاربة العالقين ليس ماديا بل هو مطلب معنوي ووطني، فهاجسهم الأساسي ليس هو الإيواء أو التغذية بل العودة إلى أحضان وطنهم ولقاء عائلاتهم وأبنائهم، خصوصا خلال شهر رمضان، مضيفة بأن ما يعمق إحساسهم بـ "الحكرة " هو معاينتهم عبر وسائل الإعلام لدول من نفس المستوى الاقتصادي للمغرب مثل تونس التي أعادت 18000 من أبنائها العالقين في الخارج؛ كما دعت البرلمان إلى تفعيل دوره الرقابي من أجل الضغط على الحكومة لضمان عودة المغاربة العالقين وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن المبالغ التي تم التصريح بصرفها لفائدة المغاربة العالقين من طرف وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة.. كما لم تفتها الفرصة في الأخير لتوجيه ندائها للملك محمد السادس من أجل إعطاء تعليماته بعودة المغاربة العالقين، علما أن هؤلاء يؤكدون استعدادهم للخضوع للحجر الصحي على غرار باقي المواطنين حماية للأمن الصحي لبلادنا.