الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب السحيمي: الموسم الدراسي والجامعي اليوم أصبح مفتوحا على المجهول

عبد الوهاب السحيمي: الموسم الدراسي والجامعي اليوم أصبح مفتوحا على المجهول عبد الوهاب السحيمي

مع تمديد الحجر الصحي، تكون السنة الدراسية، وكذلك الجامعية، قد عرفت منعطفا غير مسبوق وفي وقت حساس من السنة الدراسية والجامعية، يتميز بدنو موعد الامتحانات الإشهادية، لاسيما وأن عموم المتعلمين خارج الفصل ولا يستفيدون من التعلم، اللهم فئة محدودة جدا تتمتع بالاستفادة من بعض الدروس تقدم لها عن طريق وسائل التكنولوجيا في إطار ما يسمى بالتعليم عن بعد.

 

وما يزيد الطين بلة ويعقد الوضع أكثر، هو عدم توفر الوزارة الوصية على أي تصور لتدبير المرحلة. وبالتالي أصبحت القرارات الارتجالية غير المحسوبة وغير المدروسة هي سيدة الموقف.

 

فعملية التعليم عن بعد، التي تم اعتمادها في المغرب لتعليم التلاميذ والطلبة بعد توقف الدراسة الاضطراري بعد انتشار وباء كورونا، خطوة لم يتم الاستعداد لها بالشكل الكافي من طرف مسؤولي وزارة التربية الوطنية، وتدخل في إطار القرارات الارتجالية التي دأبت الوزارة الوصية على اتخاذها في القطاع.

 

اليوم، وبعد أكثر من شهر من بدء التعليم عن بعد، مازال الملايين من أبناء المغاربة خارج هذه العملية ولا يستفيدون منها البتة. فرغم مجهودات الأساتذة الذاتية وتواصلهم المباشر مع الآباء مازالت العملية تعرف تعثرا كبيرا.

 

فالعديد من أبناء المغاربة لا يتوفرون على هواتف ذكية، خاصة أطفال العالم القروي، ناهيك عن الغياب التام لشبكة الأنترنيت، والوزارة الوصية لم تقم بأي مجهود لدعم هؤلاء التلاميذ المنحدرين أغلبهم من فئات اجتماعية هشة بلوحات إلكترونية مشحونة بالأنترنيت. فكيف يمكن إذن إنجاح هذه العملية في ظل هذه الظروف؟

 

مجمل القول، بعد أكثر من شهر، خطوة التعليم عن بعد تعرف تعثرا كبيرا، فهي لم تشمل إلا النزر القليل من التلاميذ المغاربة، ويرجع هذا التعثر إلى عدم استعداد الوزارة نهائيا لها. فالوزارة عندما وجدت نفسها مضطرة لتوقيف الدراسة، بدأت كعادتها تتخذ القرارات الارتجالية غير المحسوبة والمدروسة فاستقر خيارها على خطوة التعليم عن بعد.

 

التعليم عن بعد كآلية تبقى خطوة مهمة للتحصيل الدراسي، لكن يجب الاستعداد لها وذلك بتزويد التلاميذ باللوحات الالكترونية المشحونة بالأنترنيت مجانا وتغطية جميع مناطق المغرب بشبكة الأنترنيت. وهذه العملية يجب ألا تقتصر على الأزمات لتنزيلها في القطاع، بل عليها أن تكون ملازمة للمتعلم طيلة الموسم الدراسي. فالدول المتقدمة تعليميا قطعت أشواطا في هذا الاتجاه، لكنها حققت ذلك باستثمار حقيقي جعل اللوحات الإلكترونية من المستلزمات الضرورية للمتعلم.

 

الموسم الدراسي والجامعي اليوم، يعرف منعطفا غير مسبوق، وقد نقول إنه أصبح مفتوحا على المجهول، وما يزيد من تعقيد الوضع هو عدم توفر الوزارة الوصية لتصور وسيناريوهات لتدبير المرحلة وإنقاذ السنة الدراسية.

 

- عبد الوهاب السحيمي، عضو المجلس الوطني لتنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات