الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

مبادرة تعبئة "كارني مول الحانوت" تسقط نظرية قفة الاستغلال السياسوي في زمن كورونا

مبادرة تعبئة "كارني مول الحانوت" تسقط  نظرية قفة الاستغلال السياسوي في زمن كورونا مبادرة تعبئة دفتر مول الحانوت خصصت 50 درهما يوميا للأسرة
مبادرة من المغرب العميق بامتياز، فكرة بسيطة لكنها عميقة، أبدعها العقل الدكالي بمنطقة المهارزة الذي يؤمن بكرامة البسطاء المقهورين وتعففهم الاجتماعي المتواضع، في زمن جائحة كورونا.. هي مبادرة إنسانية أسسها تفادي الإحراج والحشمة واعتماد توقير النفس المقهورة بعيدا عن "السينما والصور" التشهيرية والحاطة من الكرامة الإنسانية.
مبادرة اجتماعية من جماعة المهارزة التابعة لعمالة الجديدة والتي أبدعها الإعلامي حميد فريدي بذكاء العقل والحكمة.. بادرة طيبة، تنسي كل من تابعها عن قرب تلك "الصور والفيديوهات" التي يروجها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تشهر بالناس وتقدمهم كمتسولين يتسابقون نحو قفة/سلة التضامن المشبوهة، لغاية استثمارها سياسويا.
" أدركت أن هناك أسرا فقيرة وأرامل يعشن على المدخول اليومي من "الموقف" (المنظفة ـ البناي ـ الحداد ـ السودور ـ الفلاح ـ الكهربائي ـ المياوم البسيط...) سينقطع رزقها، ولن تجد موردا للعيش بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية، ومكوث الناس في بيوتهم...وإغلاق محلات الأوراش التي يشتغلون فيها في بعض المدن " يوضح حميد فريدي
ويستطرد موضحا بالقول أن: " فكرت في إبداع دفتر تعبئة خاصة بمول الحانوت المتواجد بالمنقطة. على اعتبار أن هناك علاقة ثقة بين المستفيدين ومول الحانوت توطدت منذ زمان، حيث حددت بتنسيق معه سعر السلع الاستهلاكية اليومية في مبلغ 50,00 درهم لكل مستفيد رب/ أسرة يوميا ( أي 350 درهم أسبوعيا)..
واستثنيت من دفتر التعبئة اليومي مواد اعتبرها غير أساسية، مثل تعبئة الهاتف والسجائر وسحب نقود مالية من 50,00 درهم المخصصة للضروريات" وأضاف قائلا: " أن رب أو ربة الأسرة "يتحملان المسئولية بينهم وبين مول الحانوت القريب من سكناهم، لا وسيط في العملية التي تحفظ ماء الوجه وكرامة الإنسان".
وعن سؤال أفاد حميد فريدي لـ"أنفاس بريس"، بأن فكرة دفتر مول الحانوت "انطلقت بثلاثة كرانيات للتعبئة اليومية مدة أسبوع أي بقيمة 350,00 درهم من أجل شراء المواد الأساسية" وأشار بأنه وصل اليوم " إلى ما يقارب 30 أسرة تتوفر على دفتر تعبئة لشراء السكر والشاي والدقيق والزيت والصابون .." لكن العجيب في هذه العملية البسيطة يقول نفس المتحدث "أن المستفيدين لا يقتنون الكماليات التي هم في غنى عنها في ظل الجائحة .
وقال " لما تساعد الفقراء دون تمريغ كرامتهم في الوحل من خلال الصور والفيديوهات، يحسون بإنسانيتهم وآدميتهم، وتتعزز أواصر التضامن بلا طمع أو استغلال"
مبادرة تعبئة دفتر مول الحانوت بقيمة 50,00 درهما يوميا للأسرة، انتقل فعلها التضامني والتكافلي إلى مدينة مراكش وسطات والرباط، بعد أن راقت فعاليات أخرى آمنت بفعالياتها الاجتماعية.. نهجت نفس الأسلوب في التعامل مع شريحة الأسر الفقيرة والمحتاجة.
بل أن مول الحانوت نفسه أضحى يتلقى تعبئة دفاتر اقتناء المواد الأساسية من بعض رجال السلطة وأصدقاء لآخرين من مدن أخرى.
ووجه حميد فريدي رسالة إلى من يهمه الأمر قائلا:" إذا أردتم أن تساعدوا الناس البسطاء، أنظروا إلى محيطكم الاجتماعي القريب منكم، ستجدون من هم في أمس الحاجة لكم، دون أن تمرغوا كرامتهم وآدميتهم في مستنقع التشهير لأن الناس تربوا على الحياء والحشمة والوقار والاحترام..هم بسطاء فعلا لكنهم يكرهون الإهانة والاستغلال ..".
 
حميد فريدي