الثلاثاء 16 إبريل 2024
كورونا

القائدة حورية.. "بدر" طلع علينا في عتمة وباء "كورونا"!!

القائدة حورية.. "بدر" طلع علينا في عتمة وباء "كورونا"!! القائدة حورية في صورة تركيبية مع رسم يتمثلها

بالرغم من السواد الذي ينشره وباء كورونا في سماء المغرب، يتسرب بعض الضوء من ثقوب الغيوم الداكنة وتبعث بعض الإشراقات. طلعت علينا حورية قائدة آسفي كبدر أضاء عتمة عالم كورنا الذي حشر المغرب في زاوية ضيقة، ليس المغرب لوحده بل العالم بأسره اعتقل في زنزانة سجّانها هو وباء كورونا.

 

حورية المرأة الحديدية التي استطاعت أن تسرق الأضواء، أثارت إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وحقق أحد مقاطع الفيديوهات المنسوبة لها نسب مشاهدات عالية، وهي تدعو المواطنين القاطنين بالحي التابع إلى دائرة نفوذها بآسفي إلى الالتزام بالحجر الصحي والتقيد بالتدابير الوقائية.

 

بزيها الرسمي المخزني وقفت في منتصف الشارع، وبدأت تصيح عبر مكبر الصوت في وجوه المارة، على ما يبدو المكان كان سوقا شعبيا ويعرف حركة دؤوبة، لذا اختارت القائدة حورية أن تعيد الأمان إلى هذا الحي بلهجة شعبية امتزجت فيها عبارات الزجر بخفة الدم، وهي وسيلة تواصلية لم يتعود عليها المغاربة في رجال السلطة. لكن هذه المرأة خرقت كل الأعراف بروحها الخفيفة، وبدت كأم تطارد أبناءها في الشارع وهي تعاتبهم وتؤنبهم على عصيان أوامرها. حورية في مقطع الفيديو اكتشفنا أنها تعرف سكان الحي بأسمائهم وألقابهم.. تعرف "عوينة" و"الحوسين" و"الشاذة" والفاذة"... كل "مصارين" الحي تعرفها هذه السيدة التي رفعت أسهم المرأة المغربية عاليا.

 

بحسها بالمسؤولية، ووعيها بأن هذا الوباء يتطلب تعبئة شاملة، وصرامة في التعامل مع المواطنين الجانحين والغافلين عن خطورته، غادرت مكتبها... وقبل أن تغادره لم تذهب إلى "الكوافير" ليصفف لها شعرها، وتضع "أسمدة" على وجهها، ومرطبا أحمر لتلميع شفتيها، ولم تطل أظافرها بأصباغ ملونة، بل ارتدت بزّتها "المخزنية" واعتمرت كاسكيطة، كأنها متوجهة إلى غزوة.

 

حورية حاصلة على دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بالدارالبيضاء، عينت قائدة ببلفدير بالدار البيضاء، قبل أن تحط الرحال بآسفي. أي مكان تضع عليه قدميها تترك فيه آثارها، خاصة أنها محسوبة على وظيفة تنتسب إلى "رجال السلطة"، المشرّع أطلق عليها الاسم، لأنه كان لا يتوقع أن ينجب المغرب "نساء" بأذرع حديدية. شقّت طريقها مثل فرس جامحة لتسلق المراتب في إدارة الشأن المحلي، حتى تبوأت منصب "قائدة" عن جدارة واستحقاق. كانت تعيش في الظل، ولأن رتابة الزمن السياسي وروتين الحياة اليومية لم يكن يستدعي أن تحتل القائدة حورية واجهة الأحداث. لكن وباء كورونا أخرج "المارد" الذي كان يسكن في حورية، انبعثت من سحب الدخان "لبؤة" لتقول أنا "الملكة" هنا ولا أحد يعصي أوامري، الشيب والشباب والأطفال، الرجال والنساء.. بحدس وعاطفة أم تخاف على أبنائها قالت القائدة حورية لأحد المواطنين قولتها المشهورة التي اختلطت فيها التراجيديا بالكوميديا: "العالم كيموت ونتا كتكركر.. دخل لدارك.. غبر.. غبر"!!

 

 

صراخ القائدة حورية بعفويتها وتلقائيتها سيظل من العناوين الكبرى لذاكرة الحرب ضد وباء كورونا.. سيتذكر التاريخ "زئير" القائدة حورية، لكنه كان "زئيرا" على أوتار الخوف على أرواح المغاربة، وبحس المسؤولية والوطنية.

 

تذكروا أن القائدة حورية لا ترتدي "قفطانا" حريريا أو فستان "إيفسي لوران" أو تتأبط كلبا من فصيلة "الشيواوا" أو تحمل حقيبة "شانيل" أو تلبس كعبا عاليا لـ"جيمي تشو"، وهي تخرج إلى "الشوبينغ"، بل ترتدي لباسا حربيا وحذاء عسكريا يخفي أنوثتها ويبرز امرأة حديدية بملامح صارمة وعينين تومضان حزما وانضباطا ومسؤولية.