الجمعة 17 مايو 2024
كتاب الرأي

محمد المذكوري: في زمن كورونا ..عيشوا مع أطفالكم وذويكم

 
 
محمد المذكوري:  في زمن كورونا ..عيشوا مع أطفالكم وذويكم محد المذكوري
إلى كل أطر التربوية
في هذه الأثناء التي يواجهها بلدنا بالوباء المستشري بين ظهرانينا، طغى فيها كثير من اللغط على الفعل، والمزايدات الفارغة في ميادين المعرفة وتراجع الفعل التربوي الهادف، علينا أن نقوم بدورنا كمربين كمنشطين تربويين؛ أقفلت فضاءات التعليم وكذا التنشيط الثقافي والتربوي والرياضي، وأضيفت إلى كاهل الأسر معضلة بقاء أبنائهم بدون برامج مضبوطة في منازلهم أو في الأزقة، هناك بدائل لهيئات التعليم بإبداع وسائل التعليم عن بعد وإذاعتها وتوسيع مداها، هذا عملهم ومسؤوليتهم وشغلهم ، ولكننا نحن كمنشطين تربويين علينا المساهمة كما هو دورنا الأصلي بجانب المؤسسات الأخرى باقتراح تنشيط تربوي ملائم لهذه الفترة:
اقتراح روابط مفيدة تنشيطية،
اقتراح أفكار لاستغلال أوقات الفراغ المتمططة،
اقتراح تبادل العاب ونصوص روائية وفكرية وشعرية ، وزيارات متاحف افتراضية ومواقع أشغال يدوية ...
لدى كل واحد منا الكثير من الروابط التي يستعملها، ولدى العديد منا انتاجات،
الآن المنصات تعددت وصفحات ومحركات التواصل تزايدت، لينطلق كل واحد من روابطه ومن معرفته، لنستخدم ما نمتلك، ليس لدى كل الأطفال أجهزة وهواتف تواصل بالشبكة العنكبوتية، ولكن لنعمل مع الذين لديهم و لنبحث كيف يمكن أن نوصل مقترحاتنا الجميع ، نقترح ألعابا وأشغال يدوية ونبلغها لهم بأي شكل ممكن
و لنستغل الفرصة لنساهم في التكوين الذاتي بيننا كذلك..
إلى الآباء وأولياء أمور الأطفال:
الآن بحكم ظروف تواجد أبنائكم وأطفالكم في المنزل بشكل مستمر، فمن دون الوقت الذي ستخصصونه لمتابعة دروسهم بشكل أو بآخر، ومن اجل التحصيل والدعم..
عليكم تنظيم حياتهم اليومية بالاتفاق معهم وبمشاركتهم بتوعيتهم وتوضيح أسباب ضرورة ملازمة البيوت وخطورة الحالة بدون تهويل ولا ترويع..
وإقناعهم ،حسب مستوياتهم ، بان لكل مسؤوليته داخل البيت وخارجه، وان تمتنعوا أساسا عن إرسالهم لقضاء حاجياتكم خارج المنزل أو عند الجيران ، أن تمتعوهم بوقتهم وتفسحوا لهم الفرصة لمزاولة أو اكتساب هوايات خاصة وربح وقت حر طويل في التعلم والمتعة ، وذلك بعدم الإغراق في السباحة في القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية، أو المكوث بدون عمل وشغل وهدف،
وفيما يخص تنويع وسائل تجزئة الوقت، نقترح عليكم بحكم تواجدكم المستمر انتم كذلك، تنظيم ولوج الشبكة العنكبوتية، لأن بها المفيد والمفسد، ولأنه سيسهل تنويعات كبيرة للقراءة والاطلاع والتمتع والفرجة، حملوا برامج وصفحات وأفلام وفيديوهات
استغلوا الفرصة لتعلموهم كيفية البحث في القنوات والصفحات والمنصات، وتنظيم ذلك بين التفرج والاستمتاع والاستفادة من الأفكار والمبادرات، هناك كتب يمكن الاطلاع عليها قراءة وتحميلا، هناك أفلام وثائقية وعلمية ،هناك فيديوهات ترفيهية، أفلام روائية ورياضية لمباريات ومسابقات، هناك صفحات تبادل معلومات وتجارب ومناقشات..
هناك ألعاب بدون أدوات ومواد، وهناك العاب الكترونية مشتركة بين أفراد متعددين عن بعد...
الاختيار غير محدود، ولكن تدخلكم يجب ان يكون هادفا وتربويا، وليس لملء الفراغ بدون هدف واضح ، كل سيجد ضالته ومبتغاه، لا تتركوا أبنائكم بدون تنظيم سباحتهم بالأساس بين الفضائيات والشبكة العنكبوتية،
والى أولئك الذين ليست لديهم إمكانيات الربط الإلكتروني، اعملوا على تنويع ملء زمن الجد والهزل واقضوا وقتا مع أطفالكم ممتعا بالحكاية وتشغيل فكرهم وأيديهم..
علموا أبنائكم في كل الأحوال أن يساهموا في تنظيم الحياة الجماعية والمساهمة فيها، من أشغال منزلية ومساعدة في ترتيب المنزل حتى يتدربوا على العيش المشترك والمسؤولية الجماعية
والعمل بمشاركة ومناوبة بين كل أفراد الأسرة.
اتركوا لهم ما يكفي من الأوراق والأقلام لكي يتدربوا على أن يرسموا ويكتبوا خواطرهم ومشاهدتهم في هذه الظروف، وألا يعتبروا الكتابة والقراءة واجبات وفروض .
إنها فرصة لتكثفوا علاقتكم وتبنوا الثقة من جديد وتنشئوا أسرا جديدة مبنية على التعاون والتضامن