الثلاثاء 21 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد الصمد فلكي : "كورونا"...لا مجال للعبث في زمن الجد

 
 
عبد الصمد فلكي : "كورونا"...لا مجال للعبث في زمن الجد عبد الصمد فلكي
كثر الحديث عن وباء كورونا العالمي، لكن لا أحد تناول الموضوع في إطاره السوسيولوجي والسلوكي للإحاطة بردود أفعال المجتمع المغربي في مواجهة الآفة ، وآثار هذه الردود الآنية الآتية والمستقبلية على وضعهم الصحي والاقتصادي والمعيشي، وأيضا على مستوى وضعهم في إطار علاقاتهم ببعض، وعلاقاتهم بمفهوم الدولة، لكن ما هي تجليات هاته السلوكات؟ ما هي مسبباتها والأصل فيها؟
هل هي سلوكات طبيعية مثل التضامن والوعي والهدوء و الاستعداد للتضحية من اجل الجميع؟ أم بها خلل من قبيل الأنانية والخوف والهلع والنفور؟ ما هي نتائج هاته الردود على الواقع في بيئة الوباء؟ وعلى المستقبل في بيئة ما بعد الوباء؟ عندما أتحدث عن النتائج، فهي بالضرورة نتائج عامة شاملة لكل المجالات، حتى لا نتموقع بعد ذلك في موقع الاستغراب والذهول،
هذه نقط ومواضيع للدراسة والتفصيل كنت قد تناولتها في منبر غير هذا المنبر نظرا لما يلاقيه من تفاعل شديد، ونقاش بناء متواصل، بهدف الوصول إلى الحقائق العلمية السيكولوجية والسوسيولوجية التي تحكمها ظاهرة الوباء الذي يتجلى في فيروس كورونا، إن طرحي هذا كانت غايته فتح نقاش عمومي يكون الهدف من ورائه إماطة اللثام عن مكنوناتنا السلوكية، التي تعد جائحة كورونا فرصة سانحة لاستجلاء كنهها الحقيقي، إذ لا مجال للعبث في زمن الجد، ولا مكان للتورية في زمن ما أحوجنا فيه لسبر أغوار أنفسنا البشرية وتشخيص عللها، غايتنا في ذلك وبعد ذلك اقتراح التقويمات السلوكية البحثة التي قد تساهم لا محالة في استعادة وإبراز طبعنا كشعب طيب الأعراق...
عبد الصمد فلكي، أستاذ زائر بكلية الحقوق السويسي الرباط