السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

سفيان الحتاش : أمريكا والعالم وحرب فيروس "كورونا"

سفيان الحتاش : أمريكا والعالم وحرب فيروس "كورونا" سفيان الحتاش
إن الولايات المتحدة تخوض صراعا سياسيا واقتصاديا مع دول وقوى صاعدة في النظام الدولي الراهن، ولا يهمها لو يموت حتى من الامريكان، والمهم هو تحقيق هدفها المنشود.
فالعالم اليوم مقدم على عالم جديد تتقدمه الصين وحلفاؤها، وتتحدى الولايات المتحدة، وبالتالي فإن المستفيد الأكبر من تفشي مرض فيروس كورونا هي أمريكا التي لم تستطع أن تحقق شيئا إلا من خلال الحرب البيولوجية لإنهاء بلد بالكامل.
لقد أصبح واضحا على مستوى العلاقات الدولية بأن هناك هيمنة أمريكية على النظام المصرفي الدولي العالمي، وحتى على مستوى التجارة الدولية خلال العقود الثلاثة الماضية، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار جدار برلين.
ولكن صعود الصين كقطب على المستوى الدولي أصبح يهدد الأحادية القطبية الأمريكية، الأمر الذي يجعل من ريادة الصين وتقدمها أمرا واقعا لا محال.
من هنا يأتي المسعى الأمريكي من أجل الوقوف في وجه أي دولة قد تشكل اختلالاً لهذه المنظومة الدولية، التي بدأت تتبلور نتيجة بعض التحالفات الدولية( خاصة التحالف الصيني الروسي الإيراني).
نظرية مالتوس للسكان، والتي يتبناها الغرب، تقول إن هذا التزايد السكاني الصيني الكبير يمكن أن يهدد الغرب، ويمكن التصدي له بعدة أساليب، أما بالحروب وإما بالمجاعات أو غيرها..
فالصعود الصيني الكبير على المستوى الدولي، إضافة إلى مجموعة من الدول التي يمكن أن تشكل يوما ما تحالفا اقتصاديا دوليا سيؤدي إلى تراجع الدور الأمريكي.
إن ثمة مجموعات متوحشة تعمل على المستوى العالم، لا يهمها لو مات ملايين من البشر في سبيل تأكيد هيمنتها وحضورها الدولي، وما الحربين العالميتين الأولى والثانية لخير مثال بارز على ذلك، إضافة إلى عشرات الحروب ذات الطبيعة البيولوجية المتوحشة التي شنت خلال الاعوام الماضية.
هذه المجموعات لا تشعر بالأسف جراء سقوط العدد الكبير من الناس في سبيل تحقيق هيمنتها السياسية والاقتصادية.
سفيان الحتاش، أستاذ باحث