الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف لهلالي: هل تؤجل فرنسا الانتخابات البلدية في ظل تصاعد عدد المصابين بفيروس كورونا؟

يوسف لهلالي: هل تؤجل فرنسا الانتخابات البلدية في ظل تصاعد عدد المصابين بفيروس كورونا؟ يوسف لهلالي

ارتفعت حدة القلق وسط الفرنسيين خاصة في المناطق التي تزايد فيها عدد المصابين بفيروس كورونا، والذين وصل عددهم هذا المساء إلى اكثر من 191 شخص، بعد أن كان عدد الأشخاص المصابين لا يتجاوز 38 قبل ثلاثة أيام. وهو ما جعل خدة القلق ترتفع بين السكان واتخذت الحكومة الفرنسية عددا من القرارات التي تمس التظاهرات الكبرى مثل إيقاف المعرض الدولي لزراعة قبل نهايته وعدم تنظيم معرض الدولي للكتاب هذه السنة. وهي قرارات توحي أن السلطات الفرنسية يمكن أن تتجه إلى تأجيل الانتخابات البلدية التي سوف تتم في دورتين 15 و22 مارس 2020، في حالة وصول هذا الوباء إلى الدرجة الثالثة من حدثه وهو مازال مستبعدا حتى الساعة.

 

كما تم تسجيل  وفاة ثلاثة أشخاص و12 حالة شفيت من المرض و43 مصاب بالمستشفيات، حسب وزير الصحة أوليفييه فيران. واعتبر أن فرنسا توجد في المرحلة الثانية من هذا الوباء الذي  يشمل ثلاث مراحل، مما يعني ضرورة العمل على إيقاف هذا الفيروس الموجود فوق التراب الفرنسي قبل الوصول إلى المرحلة الثانية، والتي تعني إيقاف جميع الأنشطة كما هو معمول به حاليا ببعض مدن في الصين وكوريا.

 

وجراء هذه الوضعية اتخذت الحكومة الفرنسية العديد من الإجراءات، ومنعت الحكومة كل شكل من أشكال التجمع التي تضم 5000 شخص في أماكن مغلقة،. كما تمت عدة عمليات للحجز الصحي في عدة مدن فرنسية، في هذا الإطار تم إلغاء سباق الماراطون الذي كان مقررا الأحد بالعاصمة الفرنسية والذي كان من المنتظر أن يشارك فيها 44 ألف عداء وعداءة. كما تم إلغاء اليوم الأخير من المعرض الدولي لزراعة بالعاصمة. كما أمرت الحكومة بإلغاء جميع التجمعات التي تضم أكثر من 5000 شخص في أماكن مغلقة.

 

كما أن العاملين بمتحف اللوفر، أحد اكبر المتاحف العالمية، قرروا التوقف عن العمل لخوفهم من فيروس كورونا، ورغم المفاوضات التي قامت بها الإدارة الاجراءات الوقائية التي قامت بها فان أبواب المتحف ظلت مقفولة.

 

كما ذكرت السلطات الصحية أنه تم رصد تجمع يضم 19 حالة مصابة بهذا الفيروس في منطقة لواز شمال العاصمة باريس القريبة من المطار الدولي شارل دوغول، الذي يعتبر لوحده مدينة قائمة بذاتها حيث يشتغل به أكثر من 90 ألف شخص في مختلف القطاعات المرتبطة بالنقل.

 

وشهد قصر الإليزيه صباح يوم  السبت الماضي اجتماعين استثنائيين، هما مجلس الدفاع وتبعه مجلس للوزراء من أجل تدارس التطورات المرتقبة لهذا الفيروس والمخاطر التي يشكلها وكيفية مواجهته.

 

الرئيس الفرنسي ايمانييل ماكرون أثناء زيارته لأحد مستشفيات سال بيتريير بباريس في أخر الأسبوع الماضي، قال نحن أمام أزمة في طريقها لتحول إلى وباء في أوروبا؛ في تلميح للوضع بإيطاليا التي مازال انتشار الفايروس بها مستمرا، ووصلت عدد الوفيات إلى 29 شخص و1049 إصابة.

 

الوضع بفرنسا وإيطاليا اصبح يثير الخوف وسط السكان بسبب انتشار الإشاعات الكاذبة على شبكات التواصل  الاجتماعية، وهو ما يزيد من التوتر.

 

ويمتنع المسئولون في فرنسا وأورويا على وصف هذا الفيروس بالوباء، رغم تضمنه لكل مواصفات ذلك، وهو عدوى واسعة الانتشار في منطقة كبيرة، وصلت لحد الآن إلى 53 بلدا.

 

تصريحات منظمة الصحة العالمية تؤكد ذلك، وتحذر أن أي دولة تفترض أنها لا تتعرض للفيروس ترتكب خطأ قاتلا.

 

فرنسا تشجع التنسيق الأوروبي خاصة مع جيرانها في مجال الصحة من أجل محاصرة هذا الفيروس، وأعلن الاتحاد الأوربي عن مجموعة من المساعدات المالية بقيمة 230 مليون يورو، التي خصصت للبلدان الأعضاء والبلدان الشريكة لبلدان الاتحاد وجزء منها لمنظمة الصحة العالمية. وشدد مسئولو الاتحاد في إدارة الأزمات والصحة أمام الصحافة ببروكسيل، على ضرورة التنسيق والتعاون بين دول الاتحاد الأوروبي وجميع البلدان من أجل مواجهة هذا الفيروس الذي اعتبروه اختبارا عالميا.