الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

الركيبي: إدريس لشكر.. ولادة قيصرية وزعامة ورقية.. وحان وقت رحيله!

الركيبي: إدريس لشكر.. ولادة قيصرية وزعامة ورقية.. وحان وقت رحيله! إدريس لشكر(يمينا) وبنسعيد الركيبي

استضافت جريدة "أنفاس بريس" الفاعل السياسي الأستاذ بنسعيد الركيبي بصفته مناضلا اتحاديا، يعرف جيدا إدريس لشكر، حيث تحدث للجريدة عن "الأخطاء القاتلة التي ارتكبها زعيم العرعار منذ استحواذه على قيادة الحزب" فضلا عن توجيهه نداء للزعيم قصد التنحي عن قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دون خسائر أو أضرار رفقا بأرواح الشهداء.

 

هناك من يطالب برأس زعيم العرعار بعد نكسة الاتحاد الاشتراكي سياسيا كيف تقرأ ذلك؟

من السهل جدا أن تنتقد الناس وتقيم عملهم وتصدر الأحكام عليهم، ولكن من الصعب جدا أن تعطي تصورات بنائية لعمل أو مشروع ما. فما يحدث الآن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان متوقعا ، ولا يمكن لأي كان أن يرجم بالغيب ويقول بأن الذي وقع هو أمر طارئ على التنظيم الحزبي...إدريس لشكر جاء نتيجة ولادة غير طبيعية، ولادة قيصرية تدخلت فيها مجموعة من الأيادي. وهو كان يدرك أيضا على أنه ورث أو وصل إلى زعامة تنظيم ليس هو التنظيم الذي ورثه الراحل السي عبد الرحيم بوعبيد، ولا أيضا حتى التنظيم الذي ورثه عبد الرحمان اليوسفي. وبالتالي فإنه جاء في مرحلة أصبح فيها التنظيم يعاني من ضعف داخلي نتيجة المواقف المتنافرة بين مجموعة من التيارات الحزبية.

 

هناك من يدعي بأن ادريس لشكر جاء من أجل تجميع التيارات داخل الاتحاد هل هذا صحيح؟

لم يأت ادريس من أجل تجميع هذه التيارات، أو من أجل تجسير العلاقة بينها، بقدر ماجاء من أجل أن يثبت زعامة "ورقية" . لأنها مجرد زعامة في الأوراق وليست زعامة ميدانية، لأن ادريس لم يبرح مركز الحزب وبالتالي لم يعد ذلك ادريس الذي كانت له علاقات مع التنظيمات ويتحكم فيها...إدريس رجل مناور، وبقدر المناورة فهو مقامر ومغامر.

 

لماذا تصف إدريس لشكر بالمناور ؟

مناور، لأنه سيناور في كل الاتجاهات من أجل إعادة مجموعة من الإخوة الذين انشقوا أو كانوا غاضبين... مناور لأنه سيستعمل المناصب في دواليب الدولة والحكومة وأيضا المواقع في الحزب، للعب على التناقضات وسيحاول أن يضرب هذا بذاك ( يضرب شي بشي ). ومقامر لأنه سيغامر بالكل من أجل الكل، (يا إما ربحة أو ذبحة) وفق المثل المغربي الشعبي. سيقامر بما تبقى من الحزب، فإما أنه يربح حزب يقف على رجليه، أو أنه سيخسر، وبالتالي ممكن أن ينسحب بأقل الأضرار.. لأنه ليس من عادة ادريس لشكر وتكوينه كما عرفته أن ينسحب بضعف . فهو يبحث عن مخرج للاحتفاظ بماء الوجه هذا إن تبقى شيء من ماء الوجه للحزب والناس الذين يشتغلون بجانبه... ادريس لم يميز بين فترتين ، الفترة التي كان فيها الاتحاد قويا، وكان بالإمكان التغلب على كل الإكراهات ، لأنه بقدر ماكان الإخوة في التنظيم يدخلون في صراعات داخلية، كان هناك أمر يوحدهم، وهو الصراع مع الخصوم ، ومع النظام والفاسدين ، صراع من أجل الطبقات الشعبية الفقيرة ، الصراع في كل الواجهات، في المجالس البلدية في البرلمان ، صراع وظفت فيه الجمعيات والشبيبة والتنظيمات الموازية والإعلام الحزبي أيضا...الآن هذا الصراع انكفأ على نفسه وأصبح صراعا داخليا ما بين مجموعات، الهدف منه هو الاندفاع والتدافع نحو تحقيق أكبر حجم ممكن من المصالح.

 

في بداية قيادته للحزب التزم إدريس لشكر بالعديد من الوعود هل تحقق شيئ منها؟

في ظل الوضع الذي حدتثك عنه، من المؤكد أن ادريس لشكر لن يستطيع تحقيق ما وعد به في بداية مرحلته تحت شعار ما يسمى ب " استعادة المبادرة "...المبادرة هربت على لشكر، ولن يستطيع استعادتها، وإنما ها هي آخر الحكومات التي تشهد على آخر الفترتين القانونيتين له في الحزب تشهد الخيبة المتمثلة في "شوهة" تمثيل الحزب في النسخة الثانية لحكومة سعد الدين العثماني.

 

++ هناك أصوات كثيرة تطالب برحيل ادريس من قيادة الحزب. هل تتفق معها؟

فعلا، لذلك أتوجه بنداء لإدريس لشكر على أنه رفقا برفاق المهدي وعمر وكرينة، ورفقا بأرواح الشهداء أنه يحاول أن يبحث له عن مخرج مشرف من خلال الإسراع والإعداد للتحضير لعقد مؤتمر استثنائي، أو على الأقل يعبر عن نيته في مغادرة قيادة الحزب...والابتعاد عن التنظيم، بمعنى ألا يحاول أن يبحث و يهيء للقيادة أشخاص متحكم فيهم عن بعد.

 

هناك تسونامي من حراكات عديدة داخل الأجهزة الحزبية فروع وأقاليم وجهات كيف تقرأ ذلك؟

بخصوص السؤال المتعلق بالحراك الذي تعرفه مجموعة من الفروع الحزبية والأجهزة الإقليمية والجهوية، وفي إطار الوضوح يمكن أن نطرح سؤالا حقيقيا، أين كانت هذه الأجهزة الحزبية من قبل أن تظهر النتيجة المخيبة لآمال البعض فيما يسمى بالتمثيلية بحكومة سعد الدين العثماني؟ أين كانت هذه الفروع، في الوقت الذي ارتكبت القيادة السياسية للحزب العديد من الأخطاء القاتلة؟ بدأ من طرد المناضلين وتجميد عضويتهم، وإغلاق المقرات الحزبية، أين كانت هذه الأجهزة أيضا في الوقت الذي كانت القيادة الحزبية تقتل الحزب بممارسة أخطاء لا تغتفر سياسيا، ولعل على رأسها التنسيق مع عبد الإله بنكيران، واستضافته في مقر الحزب المركزي في أكدال، بمعنى التنسيق مع قتلة الشهيد عمر بن جلون وهذا كان خطا أحمر... كثير من الأخطاء التي كانت تحتاج لمواقف جريئة وواضحة وتابثة من طرف الفروع والأجهزة الإقليمية والجهوية. كان على الأقل رفع شعار كفى من الاستهتار . أيضا فضيحة التنسيق مع أخنوش، للدخول للحكومة.

لن ننسى كذلك جريمة قتل ما تبقى من التنظيم النقابي الحزبي، ونتساءل ماذا جنينا من تشتيت الفيدرالية الديمقراطية للشغل ، التي جاءت كبديل للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لم نجن إلا الحضور الباهت في المشهد النقابي، حضور نقابي لا يرقى إلى مستوى ما كنا عليه. ولكن مع ذلك لنا العزاء في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لنا العزاء في إخوان لنا مازالوا ماسكين على الجمر... إشارة لا بد منها في سياق الحديث عن الأخطاء القاتلة التي قام بها ادريس تزامنا مع تشكيل النسخة الثانية لحكومة سعد الدين العثماني، والمرتبطة بخيبة الإعلان عن حل التعاضدية، كجهاز كان يدبر باسم الاتحاد الاشتراكي، وكان على رأسه واحد من أتباع ادريس... إن حل التعاضدية أشبه ما يكون بحل وتخريب وإسقاط الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لأن التعاضدية كانت صرحا للوظيفة العمومية من خلال حضور الاتحاد الاشتراكي على رأس تدبيرها...ونتيجة للتدبير الخاطئ بواسطة من كان على رأس إدارتها وبتشجيع من الزعيم ادريس لشكر.... كل التنظيمات والمؤسسات أصبحنا فيها غائبين بفعل أخطاء القيادة السياسية لحزب الاتحاد الاشتراكي. بما فيها جهة كلميم تم تخريبها.

والسبب أن هذه القيادات المحلية والجهوية كانت نائمة تنتظر من يشير عليها بالتحرك، وها هي الآن تحركت، بإشارة من المركز ، لأن هناك أناس لم يستفيدوا من كعكة مناصب حكومة بنكيران ولا حكومة العثماني، والآن أصبحوا أمام وقت مداهم يعلن عن نهاية مرحلة ادريس ويعلن عن نهاية مرحلة الحكومة التي لم يتبق لها سوى الأشواط الإضافية...لن يخسروا شيئا في إعلانهم الحرب على القيادة الحزبية. أيضا فالمجموعة الغاضبة على ادريس لشكر، من الذين جمدهم وطردهم يقفون موقف الريبة. بمعنى أنهم لا يتعاملون إيجابيا مع هذه الحراكات لأنهم يعتبرونها تفتقد للمصداقية ، لأن من كان يصفق للزعيم في المجلس الوطني وإذا به يرفع الحجر أو يخرج عن الصف ليصفر ضد ادريس، هذه الكائنات يصعب للمناضل أن ينسق معها. وبالتالي فإن الحراكات تحتاج للمصداقية وتكون مدعومة داخليا بوضوح وشفافية، من أعضاء المكتب السياسي على الأقل، الجرأة التي كانت عند العشرة الغاضبين، الذين خرجوا وقاموا بجولات من الصراع مع ادريس لشكر وانتهت بحصاد الخيبة نتيجة التآمر داخل المجموعة واختراقهم من طرف الزعيم...وهناك حراكات أخرى معرضة للاختراق أيضا والفشل وبالتالي ستكون هناك مجموعات أخرى معرضة للطرد والتجميد أو إدخالها في خانة المغضوب عليهم .