الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

من الذاكرة الشعبية: فاكهة الجراد المملح تباع بساحة جامع الفنا بمراكش (23)

من الذاكرة الشعبية: فاكهة الجراد المملح تباع بساحة جامع الفنا بمراكش (23) بيع الجراد المملح في ساحة جامع الفنا خمسينيات القرن الماضي .

بدون منازع حققت صفحة " مراكش مدينة الألف سنة " التي أحدثها عاشق مدينة سبعة رجال ، الأستاذ "مراد الناصري" سنة 2017 ، بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أهدافها المتعلقة بالنبش في ذاكرة المدينة الأسطورة ، ونفض الغبار عن تراثها العظيم بالكتابة والصورة، وفتح أبواب شخوصها و معالمها العمرانية والتاريخية بمفاتيح الحضارة الإنسانية. " لقد راهنت على إبراز أهمية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في الجانب الإيجابي، وتمرير رسائل مهمة للجيل الحالي على جميع المستويات، فضلا عن مشاركة ساكنة مدينة الحمراء عشقهم لحضارة مراكش..." يؤكد مراد الناصري.

فعلا إن المبحر في صفحة "مراكش مدينة الألف سنة" يجدها تجربة رائدة في استثمار موقع الفيسبوك إيجابيا، حيث نعتبر أنها جديرة بالمتابعة والتعميم والمواكبة الإعلامية، وتقاسم مواضيعها النادرة مع قراء جريدة " أنفاس بريس"، لتعميم الفائدة طيلة شهر رمضان الأبرك.

أفادت مجلة "الوطن الآن" أنه في سنة 1945، ضربت المجاعة المغرب، لدرجة أصبح المغاربة يؤرخون لها باسم "عام الجوع" أو "عام بوهيوف".

و فرضت المجاعة على المغاربة تغيير عاداتهم الغذائية من خلال الإقبال على أكل الجراد والنباتات البرية كمثل "الكرنينة" و "البقولة" ومطاردة القنافذ واللقالق لمقاومة بطش الجوع وتعويض النقص الحاد في المواد الغذائية التي تم استنزافها لتمويل المجهود الحربي الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية .

و تابعت المجلة أن المجاعة جعلت المغاربة غير قادرين على مواجهة الأمراض والأوبئة التي تربصت بهم نظير"التيفوس" و "الطاعون" و "السل" و "الحصب".... إذ كان الموتى يتساقطون في الشوارع حتى نهشت الكلاب الجثث دون أن يقوى أحد على ردها.

و تطرقت الأسبوعية لبعض الروايات الشفهية التي تفيد بأن المغاربة كانوا يلجئون لنبش القبور من أجل استخراج الكفن من الموتى واستعماله كلباس لعدم توفرهم على يسترون به أجسامهم.

ونقدم للقراء صورة نادرة للجراد المملح وهو يباع في ساحة جامع الفنا خمسينيات القرن الماضي، ومن المعلوم أن الجراد المملح كان من أشهى المأكولات عند المغاربة خلال الأزمنة الغابرة ثم بدأت هذه العادة بالتقلص تدريجيا إلى أن اندثرت بشكل تام أو شبه تام، ومع ذلك فتأثيرها في الوجدان والعقل الجمعي ما زال مستمرا إذ تقول كلمات الأغنية الشعبية:

 

" أ جرادة مالحة

فين كنتي سارحة؟

في جنان الصالحة

آش كليتي

وآش شربتي؟

غير التفاح والنفاح

عند القاضي بومفتاح.... ".