قال الباحث في قضية الصحراء، عبد الفتاح الفاتحي، بخصوص التطورات الأخيرة التي عرفها مخيم "الرابوني" من تدخل عنيف لقوات عسكرية تابعة للبوليساريو، إثر الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الساكنة احتجاجا على تضييق حرية النقل بالمخيم المذكور، أنها نتيجة السياسة الفاشلة لقياد جبهة البوليساريو منذ سنين في ملف الصحراء، مشيرا إلى أن الوضع يعد طبيعيا لما عرفته الجزائر من حراك اجتماعي والذي تمخض عنده تغيير النظام بأكمله .
وأضاف الفاتحي أن هذه الاحتجاجات ما هي إلا تعبير عن مظاهر الفساد التي بدأت تسري في أركان مخيمات تندوف، موضحا أن هذه الأخيرة ستعرف تكسير حاجز الخوف من القوة العسكرية التي تحتلها قيادة البوليساريو، الشيء الذي سيعزز اندلاع الاحتجاجات داخل مخيم تندوف اسوة لما يحدث في الجزائر من مطالبة بتغيير هيكلي.
واعتبر الباحث أن الواقع الحالي اليوم يثبت أن الجزائر والبوليساريو فشلا ليس فقط على مستوى العملية الدبلوماسية فيما يخص الجزائر، لكن حتى على المستوى السياسي والاجتماعي، مؤكدا أن هذا ما ينتج ارتفاع الأصوات الجزائرية بضرورة إزالة كل أركان النظام الموسوم الآن من قبل الجزائر بأنه جهاز فاسد الذي يطال جزء منه جبهة البوليساريو.
وأشار الخبير في الشؤون الصحراوية أنه ليس أمام جبهة البوليساريو اليوم سوى أن تتوسل بالعملية العسكرية لإبقاء الوضع كما كان عليه في مخيمات تندوف، مؤكدا بذات الوقت أنه لا عناصر القوة و لا السلطة العسكرية ستنفع من أجل إتباع وكبح احتجاجات ومطالبة أبناء الصحراء من أجل قضية الصحراء.