الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

العلام بن بيه، قائد كتيبة فرسان شباب تكنة يسرق الأضواء بموسم روابط بعاصمة الرحامنة

العلام بن بيه، قائد كتيبة فرسان  شباب تكنة يسرق الأضواء بموسم روابط بعاصمة الرحامنة العلام بن بيه

شكل فضاء التبوريدة إحدى أهم فقرات برنامج النسخة الثانية لموسم روابط بعاصمة الرحامنة مدينة بنجرير من 4 إلى 7 أبريل 2019، حيث استقطب أكثر من 60 ألف من الزوار عشاق سنابك الخيل، ونظرا للوقع الذي تركه لمقدم السي عبد الله بن بيه، وفرسان كتيبته في نفوس جمهور " روابط" ، سواء من خلال اتقان طريقة اللعب الشرقاوية، أو على مستوى الأخلاق الرفيعة، والانضباط، وصرامة ضوابط معنى أن تكون فارسا ....تقدم جريدة " أنفاس بريس" للقراء ورقة عن سربة جمعية شباب تكنة الوافدة من مدينة سيدي قاسم.

ـ فخر الانتماء لكتيبة شباب تكنة برآسة العلام بن بيه.

يفتخر كل فرسان كتيبة جمعية شباب تكنة للفروسية التقليدية بإقليم سيدي قاسم، الذين يتقنون اللعب بالطريقة الشرقاوية، كونهم ينتمون للقبائل الصحراوية، وورثوا عن أجدادهم شجاعة الجنود الصناديد، حيث يقول رئيس الجمعية سعيد بيتور قائلا : " شجرة أنسابنا تنتمي للقبائل الصحراوية التي هاجرت قديما بحثا عن المراعي الخصبة، أو بسبب انخراطهم في الخدمة العسكرية". ويؤكد بيتور سعيد أن أجداد فرسان لمقدم السي عبد الله بن ابيه قد "حطوا الرحال بأراضي الرحامنة أولا، ومن تم انتقل جزء منهم صوب مجال مدينة الرباط (جيش لوداية). ثم قرروا بعد ذلك الاستقرار بمجال إقليم سيدي قاسم.". وحسب نفس المتحدث فهم الآن "يشكلون جزء مهم من قبيلة الشراردة بأربعة فخذات وهي ( تكنة ـ أولاد دليم ـ زيرارة ـ شبانات )". ويضيف رئيس الجمعية موضحا" لقد استوطن أجدادنا الأرض مقابل الخدمة العسكرية، و كانت الدولة تمنح 7 هكتارات لكل مخزني ( جندي بالقوات المساعدة ) كمكافأة على الخدمة العسكرية دون أجر شهري".

سربة لمقدم السي عبد الله بن بيه تنتمي لشجرة أنساب  من أصول صحراوية تمتد إلى حدود موريتانيا، حسب تصريح رئيس الجمعية سعيد بيتور الذي يتمتع بثقافة واسعة في مجال التراث عامة وركوب الخيل خاصة، هذا الأخير حمل على عاتقه مسؤولية تدبير شؤون الفرقة ماديا ومعنويا ولوجستيكيا علاوة على أنه الناطق الرسمي للسربة، وأحد ركائزها الأساسيين في تحصين موروث الفروسية بالطريقة الشرقاوية. ويعتبر رئيس الجمعية أن "الانضباط والالتزام والوضوح عوامل أساسية في استمرارية السربة وتألقها وتميزها، بالإضافة إلى ترسيخ مجموعة من القيم والضوابط والآليات التي ترفع من قيمة وشأن الفرسان وعلامهم السي عبد الله بن أبيه.". الأجمل كذلكفي طريقة التعاطي مع السربة من طرف رئيس الجمعية فقد لاحظت جريدة " الوطن الآن" كيف يراقب رئيس الجمعية كل صغيرة وكبيرة خلال عروض التبوريدة، ومتى يتدخل لإسداء النصائح " للعمارة "، بل أنه في بعض الأحيان يتحمل مسؤولية حشو مكاحل التبوريدة بالكمية اللازمة للبارود تفاديا للحوادث المفاجأة.".

يحترم فرسان لمقدم عبد الله بن بيه كل شروط الطقوس والركوب على صهوة الخيول، فتجدهم وسط خيمتهم الأنيقة يستعدون لارتداء لباسهم وزيهم التراثي التقليدي الأصيل الذي يرتكز على "سروال قندريسي والتشاميروالفراجية والجلابة والعصابة " بالإضافة إلى وضع الدليل والسيف أو الكمية. حيث يسطع نور اللون الأبيض مشعا من فوق صهوة الخيول الدهماء التي زينت بأبهى (الأسنحة) من السروج المزركشة والمطرزة بالصم والحرير بمختلف الألوان القزحية. هذا بالإضافة إلى الطريقة الفريدة في وضع " قب الجلابة" على رأس الفارس والتي يتقنها ويتباهى وينتشي بها كل فرسان السربة.

ـ لهذه الأسباب عشق جمهور روابط سربة لمقدم بن بيه.

الطريقة "الشرقاوية" التي تلعب بها سربة لمقدم السي عبد الله بن بيه، طريقة استثنائية، لا يمكن لأي فارس أو علام أن يقفز على ممارستها، ويجيدها ويتقنها بنفس الأسلوب والحركات التي يبدع فيها الرجل الذي تشيخ على يد أمهر "الباردية" بمنطقة سيدي قاسم بوعسرية. لذلك تميزت فرقة خيالة وفرسان جمعية شباب تكنة بمنطقة سيدي قاسم في اتقان عروض التبوريدة بمجموعة من المهرجانات والمناسبات الوطنية التي واكبتها جريدة " أنفاس بريس" وجالست أغلب أعضاء الجمعية والسربة التي سجل فرسانها وخيولهم الدهماء اسمها المتميز بطلقات البارود المدوية، ونقع الغبار بسنابك الجياد الجامحة في محرك الخير والخيل، مما يؤهل كتيبة لمقدم السي عبد الله بن أبيه دائما أن تكون محطة تقدير واحترام من طرف الجمهور عامة،وعشاق  فن الفروسية بصفة خاصة.

سربة لمقدم السي عبد الله بن بيه تنتمي لشجرة أنساب  من أصول صحراوية تمتد إلى حدود موريتانيا، حسب تصريح رئيس الجمعية سعيد بيتور الذي يتمتع بثقافة واسعة في مجال التراث عامة وركوب الخيل خاصة، هذا الأخير حمل على عاتقه مسؤولية تدبير شؤون الفرقة ماديا ومعنويا ولوجستيكيا علاوة على أنه الناطق الرسمي للسربة، وأحد ركائزها الأساسيين في تحصين موروث الفروسية بالطريقة الشرقاوية، ويعتبر رئيس الجمعية أن الانضباط والالتزام والوضوح عوامل أساسية في استمرارية السربة وتألقها وتميزها، بالإضافة إلى ترسيخ مجموعة من القيم والضوابط والآليات التي ترفع من قيمة وشأن الفرسان وعلامهم السي عبد الله بن أبيه. "لقد وضعت الجمعية وأعضاء فريق السربة نظام داخلي، وضوابط قانونية وشروط صارمة تسري على جميع الفرسان حفاظا على تميز وتألق كتيبة السي عبد الله بن أبيه. من بينها مثلا اتخاذ قرارات بتغريم أو توقيف ومحاسبة كل من دخن فوق صهوة الخيول، أو مارس سلوكا يسيء لفن التبوريدة... أو أخل بواجب الاحترام أتجاه لمقدم" يقول رئيس الجمعية.

 

 

ـ توحد النبض وانصهار الجسد بين الأدهم والعلام

العلام بن أبيه، رود حصانه الأدهم بالممارسة على إشارات وتلميحات يستجيب لها بالإحساس، وأضحت لغة مشتركة بين الحصان والراكب، فيتوحد الجسدان. إنها لغة المحاورة مع الخيل. فالأدهم يحس بنبضات قلب العلام السي عبد الله، ويتجاوب مع لمس وهمز "الشوكة والركبات والتماك"، وهي تحتك على أضلعه بسلاسة. فيعدو ويتوقف وفق مشيئة العلام، وينتقل راقصا بحركات "الجدبة" يمنة ويسرة حتى تبقى الخيول مصطفة في خط مستقيم، ولا يمكن لها أن تنطلق في العدو مادام الأدهم يلعب أمامها بحركاته، وما أن يستدير من خلف الخيول ويفتح له باب الولوج للاصطفاف مع الخيل مسرعا نحو لحظة اطلاق البارود حتى تركض الخيول مشكلة خطا مستقيما لا يدرك مغزاه إلا من اكتوى بصرامة لمقدم.

خلال أيام موسم روابط في نسخته الثانية، حينما ينادي المنشط بمكبر الصوت معلنا عن دور سربة لمقدم عبد الله بن بيه في تقديم عروض التبوريدة، تشرئب أعناق الجمهور، ويعم الصمت والهدوء كل جنبات المدرجات بعد وجبة كاسحة من الزغاريد والتصفيق والصفير تشجيعا للرجل وفرسانه. فتشرع كاميرات الهواتف النقالة في تسجيل الفيديوهات و التقاط الصور، لأن فرسان كتيبة شباب تكنة لفن التبوريدة يتفرد علامها / لمقدم بن أبيه ب "ندهته العميقة" التي تستفز مشاعر الجمهور قبل الفرسان، " عيطة " و " تعليمة " السي عبد الله والنداء على الخيول لتنطلق في الرقص، وتنتصب أجساد الفرسان على صهوة الخيول، تسري في العروق لتضخ دماء في قلب الوطن النابض عشقا، فيرتجل الرجل وينظم كلامه وفق مشاعر اللحظة وما تجود به سجية الإبداع في الزمان والمكان وهو يمتطي صهوة الأدهم ويمارس سلطة القائد على كتيبته في ساحة الوغى فيقول مثلا: " بالو الصلاة على النبي الحافظ الله... ارْكبْ شْويةْ ارْكبْ...كعدْ العوْد ... لعْبوا يا وْلادي لعْبوا .... راها غرْبت أوْلادي ..... راها ظلْمت أكْبيدتي .... الخيييييل عاد الخييل..... أرْمي ياوْليدي رءمي ".

في هذه اللحظة الفاصلة في عرض التبوريدة عند فرقة السي عبد الله بن ابيه، تتساوى سرعة ركض الجياد، مع طلقات بارود لمكاحل، ورمي العمائم البيضاء في سماء محرك الخيل، فتتشكل لوحة فنية غاية في الابداع والاتقان، وكأن سربة الحمام الأبيض انطلقت من فوق رؤوس الفرسان لتحلق في عنان السماء. متحدية دخان البارود ونقع الغبار، مستجيبة للفرح وزغاريد النساء وتصفيقات الجمهور وهتافاته بالنصر والسلامة للشجعان.