الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

كريم مولاي:حديث عن الجزائر في عز حراكها الشعبي

كريم مولاي:حديث عن الجزائر في عز حراكها الشعبي كريم مولاي
لا يبدو أن حملات المراوغة والتخويف التي انتهجتها العصابة الحاكمة في الجزائر قادرة على إنهاء حراك الشعب الجزائري او ثنيه عن مطلب الحرية الذي استحال إلى أمر واقع في مظاهرات شعبية أبهرت العالم ليس فقط بسلميتها، وإنما أيضا بسلوك القائمين عليها والمشاركين فيها.
حتى الآن لا يظهر أن من يدير دفة الحكم في الجزائر قد استوعب دروس الربيع التي أتت على اخضر ويابس كثير من دولنا النامية، ولا هم أدركوا أن دوام الحال من المحال، وان الزمن مساره دوما في اتجاه المستقبل، وان العبث بنصير ملايين الجزائريين لم يعد مقبولا.
أعرف، وأنا الذي خبر طبيعة تفكير جنرالات الجزائر عن قرب، أن آخر ما يفكر فيه هؤلاء هو الجزائر كوطن وشعبها الأبي الذي دفع ثمنا باهظا من أجل طرد الاستعمار الفرنسي ولا يزال يدفع من دمه وقوته ثمن حرية تأبى أن تتحقق سلوكا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ولذلك فبدلا من أن يسلم هؤلاء الجزائر إلى شعبها، ليدبر أمرها بقيادة انتقالية ومجلس تأسيسي ينحت كيان جمهورية ديمقراطية على المقاس الجزائري، من خلال دستور يقول فيه الشعب كلمته وانتخابات نزيهة لا يقصى فيها احد، بدلا من ذلك يتجه الجنرالات إلى الشرق مجددا في موسكو وبكين بحثا عن سند دولي بالإضافة إلى واشنطن وباريس..
غاب عن هؤلاء مرة أخرى أن مدخل الشرعية لم يعد من الخارج، وان القوى الاستعمارية التقليدية والحديثة، لم تعد قادرة على تامين الحكم لأي عصابة، بعد كل المياه التي جرت في منطقتنا العربية من ابن علي إلى علي عبد الله صالح مرورا بمبارك والقذافي..
مازال أمام جنرالات العصابة الحاكمة في الجزائر فرصة تاريخية، لا أقول للتكفير عن جرائمها فتلك حقوق لا يملك احد حق الحسم فيها، ولكن للإقدام على فعل تاريخي تحفظه الأجيال القادمة إذا مكنوا الشعب الجزائري هذه المرة من حقه في تقرير مصيره، ورفضوا أن يكونوا أداة طيعة يستخدمها الغزاة لتغيير خارطة الجزائر.
ليست لدي أحلام في الجزائر التي غادرتها مختارا المنفى، ولا اعتقد إنني سأكحل عيني بنسيم خضرائنا الحبيبة لأسباب ليس هنا مجال الحديث عنها، حتى لا يقولن احد بأنني أسعى لتحقيق أهداف خاصة، ولكنني حادب على مصلحة أهلي، وأناشد ما تبقى من معاني إنسانية لدى قادة الزمرة الحاكمة لعلهم يعقلون..
وللحديث بقية..
كريم مولاي، ضابط سابق في المخابرات الجزائرية