الأحد 19 مايو 2024
مجتمع

القضاء على دور الصفيح بالمحمدية... الحلم الذي لم يتحقق

 
 
القضاء على دور الصفيح بالمحمدية... الحلم الذي لم يتحقق الساكنة المتضررة في وقفات احتجاجية سابقة

لا يحق لمدينة المحمدية أن تحمل لقب مدينة "الزهور"وآلاف الأسر تعيش مرارة السكن غير اللائق في دور الصفيح لما يفوق 15 تجمعا سكنيا صفيحيا... ولا يحق لأي منتخب أن يتحدث عن الإنجازات بمدينة المحمدية ومعاناة أمواج بشرية من ساكنتها من السكن الصفيحي المرتبط بالمعاناة مع الحرارة المفرطة صيفا والبرد القارس شتاء والبيئة الملوثة على امتداد السنة...

أعطيت وعود رسمية بأن القضاء على آخر "براكة" سيكون سنة 2008، لكن مع توالي الأيام تأكد أن ذالك يندرج في الوعود الانتخابية، وذالك لاستمالة من يتذوقون يوميا محنا مضنية مع مرارة العيش بسكن صفيحي... وجاءت سنة2011 حيث تم إطلاق برنامج سكني جهوي ضخم كانت عمالة المحمدية من المستفيدين الأوائل منه، وهكذا أطلقت عملية واسعة بمنطقة الشلالات حملت اسم "عملية الصفا" وذلك على مساحة 61 هكتارا من أجل إيواء 2922 أسرة النسبة الكبيرة منهم من الحيين الصفيحيين أولاد معزة وكابي، وبقي حوالي 13 حيا صفيحيا في لائحة الانتظار، لتتعالى أصوات احتجاجاتهم، ووقفاتهم الاحتجاجية، مطالبين الجهات المسؤولة بإيجاد حل لمعاناتهم... لتظل هذه المعاناة متواصلة إلى اليوم، مع تبادل الاتهامات.

المتضررون يتهمون السلطات بالتلاعب في الإحصائيات وعدم الوفاء بالوعود، والسلطات تتهم البعض بالتحايل علي القوانين والسعي إلى الاستفادة غير المشروعة... وبين هذا وذاك فالإشكال لازال قائما والصورة المخجلة لحياة هذه الشريحة من ساكنة المحمدية لاتشرف مدينة لها تاريخ عريق وفعاليات وازنة في كل المجالات... وأنجبت طاقات لها شأن كبير في كل المجالات...

إن العديد من التجمعات السكنية القصديرية تشهد علي هذا الواقع المر، كما هو شأن، لبرادعة، المسيرة وزواغة والمرجة ودوار لبحر وآخرون يضمون المئات من الأسر لها معاناة أخرى متمثلة في الفقر والوضع الاجتماعي الصعب... وأمام هذا الوضع، كيف لمدينة كان لها قطب اقتصادي من الصنف العالمي ولم يتوفق مسؤولوها في القضاء النهائي على دور الصفيح؟ ففي عهد الإشعاع الكبير لمعمل لاسمير صرفت الملايير على القطاع الرياضي دون تحقيق نتائج تشرف المدينة وقطاعها الرياضي، وكان الأجدر بهذه الملايير أن تساهم بشكل فعال في القضاء على دور الصفيح التي لا تزال تشوه صورة هذه المدينة التي خفت جمالها بهذا المنظر على وجه الخصوص. وإن كل المؤشرات تؤكد أن معاناة هذه الشريحة ستظل متواصلة لسنوات، لكون المشكل لم تتم دراسته بشكل شمولي وفق إحصاء عام واستفادة شمولية، وحينذاك يحق للكل أن يبعث للمنتخبين كل عبارات الشكر والتقدير، أما في ظل ما تعيشه هذه الفئات من معاناة ومتاعب، فإنهم يبعثون كل اللوم والتأنيب، لأنهم اعتبروهم أوراق انتخابية فقط سواء في المجالس البلدية أو البرلمان.

وإن ما يبعث على تقدير ساكنة دور الصفيح، هو تحديها لهذا الواقع المر وتجد فئات من أبنائها يحصلون على الشواهد الجامعية العليا، وأنجبوا طاقات في كل المجالات، فمنهم طاقات رياضية وفنية وثقافية وجمعوية.... وإن هذا المشهد يعتبر رسالة مباشرة إلى مختلف المسؤولين بالإسراع لإيجاد حل شمولي لكل الأسر التي تعاني من السكن الغير اللائق بمدينة المحمدية. ومن هذا الختم يتأكد للجميع أن برنامج القضاء على السكن الصفيحي بالمحمدية كان بمثابة حلم لم يتحقق.