أحالت " أنفاس بريس " بعض الأسئلة الأستاذ مصطفى ملكو لمعرفة رأيه فيما يخص أسباب "البلوكاج " في تشكيل الحكومة؟ و تأثير ذلك على سير المؤسسات الدستورية ؟ فضلا عن قراءته لسلوك رئيس الحكومة المعين عبد الإله بن كيران حيث صور تعطيل تشكيل الحكومة وكأنه نهاية العالم، مع العلم أن العديد من التجارب في تشكيل الحكومات بالعالم تعرف مشاورات مطولة، مع احترام أحقية كل حزب في طرح شروطه. فكان جوابه كالتالي :
البيجيدي استنفذ المأمورية التي من أجلها تَمَّ القبول به كشريك في السلطة و ليس في الحكم؛ إنها مأمورية إطفائي جذوة انتفاضة 20 فبراير و خَنْقها في المهد كما حصل مع الاتحاد سنة 1998 لنقل السلطة من السلف إلى الخلف بكل اطمئنان بفضل ما تبقّى آنذاك من رصيد ثقة ومصداقيّة للاتحاد في شخص كاتبه الأوّل عبد الرحمان اليوسفي.
السبب الثاني في لبلوكاج بالوكالة هو عدم الثقة في حزب بمسحة دينية تنافس مؤسسة إمارة المؤمنين الّتي هي ركن من أركان شرعنة النظام و ذلك بالخرجات الإعلاميّة الخرقاء لجناحه الدعوي للإفتاء في الدين، و جدها النظام فرصة لتأديب البيجيدي على رعونته و تطاوله على هيبة الدولة في شخص وزير داخليّتها و الإيحاء المبطّن بتزوير الانتخابات.
ليس لذلك أيّ تأثير على سير المؤسسات لطالما أن صاحب الجلالة هو رئيس الدولة الضامن الوحيد لسير المؤسسات و كذا رئيس مجلس الوزراء الّذي يقوم مقامه مستشارو الملك عند عدم انعقاده !!
أمّا البرلمان فإنّه لا يجتمع في الغالب إلا لتدارس مشاريع قوانين التي تتقدّم بها الحكومة إذا عَلِمْنا هزال مقترحات قوانين التي تأتي بمبادرة من البرلمان!
يا ساسةَ المغرب، يا أحزاب "كَرْتون" كَفَى مَلْهاة و ضحكا على ذقون المغاربة. أَتْعَبْتمونا بالإنشاء عن " البلوكاج " و عن ضرورة احترام المنهجيّة الديموقراطيّة و عن الانقلاب و قال فلان و أجابَه عَلان...و عن الأزمة...إلخ.
على الفرض و التقدير أن بنكيران شَكّلَ الحكومة من اليوم الموالي للتعيين بمعرفته و ضَمِن لها الأغلبية البرلمانية و ماذا بَعْدُ؟؟
ـ هل سَتَحْكُم فِعْلا هذه الحكومة أَمْ إنّها ستكون فقط آليّة تسويق لبرامج المؤسسة الملكية؟؟
ـ هل سيكون لمجلس الحكومة الّذي يترأسُه رئيس الحكومة سلطة تنفيذية في استقلال تام عن مجلس الوزراء الّذي يترأسه الملك و يبثُّ في القضايا المطروحة من طرف مجلس ليس أكثر من سيكرتارية تهيّئ جدول أعمال مجلس الوزراء؟؟
ـ ماذا كانت نتائج و إنجازات حكومة الولاية السابقة التي قادها بنكيران؟؟ صِفْر مُكَعّب!!
ـ مَنِ المسؤول عن تفاقم المديونيّة و ضعف التنميّة و مضاعفة العجوزات...هل هو مجلس الوزراء برئاسة صاحب الجلالة أم مجلس الحكومة برئاسة بنكيران و بالتّالي من سنحاسب؟؟
بالواضح أقول إن سيّاسات المغرب فاشلة بكل المقاييس بمفردات التنميّة الاقتصادية و البشريّة و المجتمعيّة !!
أعْتبر أنّ الحكومة المنبثقة من صناديق الاقتراع ليس لها من غاية إلاّ تَعْويم المسؤوليّات diluer les responsabilités حتّى يتيه الشعب في تقدير و الإشارة بالبنان للمسؤول عن فشل سيّاساتنا!!
أُحبِّذ شخصيّاً الاحتفاظ بحكومة و احدة، أقصد الحكومة الفعلية يعني حكومة الظلّ Gouvernement de l'ombre بخروجها للعلن و الاستغناء الأريَحي عن الحكومات المُنْتخبة، أقصد حكومات الواجهة، Gouvernement-paravent أعني حكومات ''الفْيُوز"" Gouvernement-fusible الّتي تثقل كاهل موازنة عامة تستنزف أموال دافعي الضرائب في تَلْويك الريّاح Brasser du vent و التّذاكي على شَعْبٍ مغلوب على أمْره!!!