الثلاثاء 14 مايو 2024
سياسة

البشير الدخيل: متابعة زعيم البوليساريو من طرف القضاء الإسباني دليل قاطع على كونها أضحت تنحو نحو منطق " بوكو حرام "‎

البشير الدخيل: متابعة زعيم البوليساريو من طرف القضاء الإسباني دليل قاطع على كونها أضحت تنحو نحو منطق " بوكو حرام "‎

يرى البشير الدخيل، عضو مؤسسة لجبهة البوليساريو سابق أن الرأي العام الإسباني أصبح يدرك حقيقة البوليساريو التي ظلت رهينة لخطاب يعود الى الحرب الباردة، مشيرا الى أن الانتهاكات التي ارتكبتها البوليساريو داخل المخيمات وخارجها جعلت اسبانيا تعترف بحقيقة البوليساريو وخير دليل على ذلك – يضيف – هو متابعة القضاء الإسباني لزعيم البوليساريو ابراهيم غالي واعترافه بكون الأعمال التي ارتكبها تدخل في إطار الإرهاب، مشيرا الى أن البوليساريو أضحت شيئا فشيئا تنحو نحو منطق منظمة " بوكو حرام " الإرهابية، مؤكدا ان الصحراويين لم يعد في استطاعتهم إهدار 40 سنة أخرى ليكون هناك جلاد يتولى شؤونهم.

+في أي سياق يمكن أن ندرج متابعة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية والتعذيب والاغتصاب..من طرف القضاء الإسباني ؟

++متابعة إبراهيم غالي تدخل في إطار انتهاكات حقوق الإنسان منها ما يتعلق بمواطنين اسبانيين لأنه في الأسبوع الماضي اعترفت اسبانيا رسميا بالمجازر التي ارتكبت في السبعينيات والثمانينيات ضد الإسبان بجزر الكناري حيث يتجاوز عدد الضحايا أكثر من 300 انضوت تحت لواء منظمة تترأسها نجلة واحد من الضحايا وهي المجازر التي كان يقودها ابراهيم غالي نفسه، كما تم الهجوم على بعض القوارب الإسبانية ما بين جزر الكناري والمغرب وهي الحوادث التي تسببت في أزمة بين اسبانيا والبوليساريو دفعت اسبانيا الى طرد البوليساريو من مدريد عام 1985 ، أضف الى ذلك انتهاكات حقوق الإنسان التي بدأت منذ 1973 ( قتل الصحراويين، تعذيبهم..) حيث تقدم بعض الضحايا بشكاية الى المحكمة العليا باسبانيا والتي تابعت آنذاك على أكثر من 25 عضو قيادي في البوليساريو والبعض من الجزائر وسائلتهم عن هذه الإنتهاكات وكان ابراهيم غالي من بين الأشخاص المسؤولين عن هذه الإنتهاكات، اذن فهذا يدل إن دل على شيء أن القيادة القديمة للبوليساريو التي فرضتها الجزائر على الصحراويين استعملت كل أشكال العنف ضد الصحراويين وخصوصا الأشخاص الذين يحملون وجهات نظر مختلفة عن موقف هذه القيادة ، وهذا دليل على تمسك هذه القيادة بالإستبداد ، وقد استجابت اسبانيا بالنظر لكون بعض الضحايا يحملون جنسيات اسبانية والذين تحركوا في إطار إحدى المنظمات بالسويد وكذا في إطار منتدى الصحراويين – الكناريين من أجل تحميل القضاء الإسباني مسؤوليته في متابعة هذا الشخص الذي يدعي الدفاع عن الحريات والمبادئ السامية بينما يديه ملطخة بماضي مشين جدا فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان ضد الصحراويين .

+طيب..يروج الآن حديث عن إقدام الجزائر على تشكيل لجنة من الصحراويين بتندوف من اجل رفع دعوى ضد الملك الإسباني بتهمة تعذيب الصحراويين وتسليم الصحراء للمغرب بدل منحها الإستقلال، فمارأيك في هذا الإبتزاز الذي تمارسه الجزائر للضغط على القضاء الإسباني ؟

++رد الفعل الجزائر إزاء متابعة إبراهيم غالي لايمكن أن يجدي نفعا لماذا ؟ لأن خوان كارلوس لم يسبق للصحراء أن خضعت لسيادته بل إنها كانت تخضع للملك فرانكو، ثانيا خوان كارلوس أصبح في خبر كان والهدف بالنسبة للجزائر هو الضغط كي لا تتراجع اسبانيا عن الإتفاقية الثلاثية فهم يعتبرون ان اسبانيا هي المسؤولة عن ملف الصحراء وأن اسبانيا يجب أن تتراجع عن متابعة قيادة البوليساريو ولو كانت الجزائر تدافع فعلا الصحراويين ما كان عليها عرقلة متابعتهم أمام القضاء الإسباني لأن هؤلاء قتلوا الناس وسرقوا ممتلكاتهم وهتكوا حرماتهم وللأسف فالقيادة الجزائرية مازالت تدافع عنهم وتبحث لهم عن سياق لردود الفعل واذا أردنا فعلا النهوض بحقوق الإنسان في شمال إفريقيا فينبغي متابعة منتهي حقوق الإنسان أينما كانوا في الجزائر أو في المغرب وأن تكون للمحاكم الكلمة الأخيرة في هذا الباب وأعتقد أن المغرب حقق تطورا نوعيا في هذا الاتجاه من خلال هيئة الإنصاف والمصالحة وتعويض ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان حيث أصبحنا نعيش مرحلة جديدة بينما الجزائر والبوليساريو مازالوا في نفس الوضع ويعتقدون أن العالم لا يعرف ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان بالمخيمات.

+اذن تبدو هناك نوع من المفارقة من طرف البوليساريو وحليفتها الجزائر فهم يتشدقون بالدفاع عن حقوق الإنسان بينما هم الآن يبذلون قصارى جهودهم للحيلولة دون متابعة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان ؟

++متابعة زعيم البوليساريو أمام القضاء الإسباني يكشف عن الوجه الحقيقي للبوليساريو خلافا لما كان يسوق له في العالم من كون هذه القيادة هي الحمل الوديع وأنها تدافع عن مصالح الصحراويين وأنها قيادة نزيهة ورشيدة ، فاليوم تبين أنهم نخبة من الأشخاص الذين يستغلون الصحراويين الذين يتواجدون في مخيمات تندوف ويستغلون طيبوبة الناس الذين لا يفهمون أعماق هذا الملف، الى جانب استغلالهم للمساعدات الإنسانية المقدمة للمخيمات فهذه القيادة لم تعترف لهم بوضعية لاجئين كما انها لم تمنحهم بطاقة لاجئ وهذا هو الإنتهاك الكبير. النقطة الثانية وهي أن الجزائر لم تسمح للشباب الصحراوي الذين ليس لهم ماض مشين بتولي قيادة الجبهة واعترفوا فقط بإبراهيم غالي لأن هذا الرجل هو الذي باع الملف الصحراوي الى الجزائريين ولكونه الخادم المطيع للجزائر التي تحاول بكل وسائلها أن تظهر أن هذا الشخص لم تكن له يد فيما حصل من انتهاكات علما أن هذا الشخص كان له دور كبير في ما حدث من انتهاكات الى جانب أشخاص آخرين وأعتقد أن الوجه المخزي في ملف الصحراء هو قيادة البوليساريو التي بسطت تسلطها على الصحراويين وفرضت وجهة نظرها عليهم، ولكم أن تتصوروا مهولة انتخاب ابراهيم غالي على رأس الجبهة بعدد من الأصوات يقدر بـ 78.81 في المائة ويدعون أنهم ثوار وأنهم يدافعون عن الحرية وفي دستورهم لعام 2011 لا يعترفون بالجمعيات ولا يعترفون بالأحزاب ويعتبرون أنفسهم الممثلين الوحيدين والشرعيين للشعب الصحراوي..إنها ديكتاتورية عسكرية سياسية علما أن أشخاص معينين تم طردهم منذ عام 1975 من طرف القوات الجزائرية الى تلك المخيمات التي لا يعترف لها بأي حق ولا بأي صفة ولا يعترف بالمأساة التي تعانيها بسبب هذه القيادة الأبدية للبوليساريو .

+كيف يمكن استثمار هذه الإنتهاكات المرتبكة من طرف قيادة الجبهة بالإضافة الى ملف تهريب المساعدات الإنسانية لمؤازرة الضحايا لرفع دعاوى مماثلة أمام بلدان أخرى وأمام المحكمة الجنائية الدولية ؟
++طبعا..ممارسات قيادة جبهة البوليساريو هي ممارسة دخيلة على الصحراويين وممارسات مشينة في القرن 21 ولا تتماشى لا مع الإسلام ولا مع الأخلاق ولا مع مبادئ حقوق الإنسان..هي ممارسات همجية ولا تتماشى مع شعاراتهم الرنانة التي يرددونها في خطاباتهم في كل مكان، حيث كانوا يسعون لتوجيه الرأي العام بكون المغرب هو الذي ينتهك حقوق الإنسان ليتبين أن هؤلاء هم الذين لا يطبقون النظريات التي يسوقونها في كل مكان، وبكون مجموعة إبراهيم غالي هي التي تفرض مواقفها على الصحراويين فتفكيرهم لازال سجين الماضي، فهم مازالوا يعيشون زمن الحرب الباردة محاولين فرض وجهة نظرها واعتبارها هي الصحيحة بينما الآخر لاحق له في التعبير عن وجهة نظره ومن الطبيعي جدا ان تطرح أساميهم في أوروبا وخارج أوروبا لأن هناك آلاف الضحايا والذين لم يخرجوا للعلن لحد الساعة، وأعتقد أنه بعد مبادرة متابعة إبراهيم غالي من طرف القضاء الإسباني ستتلوها مبادرات فيما بعد، لأن الأمر لا يتعلق بتورط 25 من قادة البوليساريو بل اكثر من ذلك، فهؤلاء أساؤوا فعليا للصحراويين في المخيمات وخارج المخيمات لأنهم كانوا هم المشكلين للحكومة والمحكمة في الآن ذاته وكانوا يقتلون الأشخاص تبعا لنزواتهم فكان أول من قتل هو أحد خصومهم باجديرية نواحي السمارة السالك ولد احمد محمود ولد باعلي الذي قتلوه بعد أشواط من التعذيب عبر حمل أكياس من الأتربة الى أن سقط من الجبل وكسر ظهره فقطعوا عنقه وبعد ذلك أحمد الكرفاوي الملقب ب الثوري رموه بالرصاص 1975 في منطقة تقع مابين بين مخيمات السمارة والرابوني وهناك لائحة من طويلة من الأشخاص الذي تمت تصفيتهم بسبب مواقفهم بخصوص قضية الصحراء وإبراهيم غالي نفسه كان قد اعترف في إحدى المؤتمرات أنه تم قتل 54 صحراوي أصيل في المخيمات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غياب حقوق الإنسان في المخيمات وغياب العدالة وبالتالي فينبغي متابعة مرتكبي هذه الإنتهاكات أمام المحاكم سواء في اسبانيا أو فرنسا أو في أي بلد يعترف بحقوق الإنسان وبالحق في العيش الكريم للأشخاص.
+وماذا عن تداعيات متابعة زعيم البوليساريو على حضور الإنفصاليين في اسبانيا ؟
++اسبانيا لم تعد تعتبر البوليساريو هو ذاك الطرف النقي والطرف الضعيف المعتدى على حقوقه والمغرب هو الطرف القوي المعتدي، اسبانيا أصبحت تعرف مايجري في المخيمات بفضل ما توفره الشبكات الإجتماعية ووسائل الإتصال من معلومات، وقاعدة البوليساريو في اسبانيا أصبحت تتلاشى شيئا فشيء واعتقد أن حادث احتجاز الفتيات اللواتي كن يحملن جوازات السفر اسبانية حين ذهبوا للمخيمات والذي كان له تأثير كبير على سمعة البوليساريو في اسبانيا ، والرأي العام الإسباني أصبح يعرف جيدا جبهة البوليساريو وخير مثال على ذلك هو تحركات المنتدى الصحراويين – الكناريين وغيره من المنظمات والتي جعلت القضاء الإسباني يعترف أن الأعمال التي ارتكبتها جبهة البوليساريو تدخل في إطار الإرهاب وهذا شيء خطير جدا لأن جبهة البوليساريو أصبحت شيئا فشيئا تنحو نحو منطق منظمة " بوكو حرام " الإرهابية ، فقيادة البوليساريو التي أكل عليها الزمن وشرب لم تدرك لحد الآن ان العالم تغير وان الصحراويين فيهم الكثير من التيارات والكثير من الأفكار ولن يقبلوا أن يستمروا 40 سنة أخرى ليكون هناك جلاد آخر على رأسهم ولتظل دار لقمان على حالها وأظن أن هذه انتكاسة حقيقية للبوليساريو وبداية لاعتراف الإسبان بهذا التقوقع الذي تعيشه البوليساريو التي تتشبث بخطاب أصبح في خبر كان.