الأربعاء 15 مايو 2024
سياسة

الورطة.. بنكيران وحيصبيص "بلوكاج" تشكيل الحكومة، أين المفر؟

الورطة.. بنكيران وحيصبيص "بلوكاج" تشكيل الحكومة، أين المفر؟

بعد انتخابات 2002 تصدر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نتائج الانتخابات. وكان من المنتظر أن يستمر الحزب في قيادة الحكومة. حزب الاستقلال طالب حينها بـ "النوبة". وقع بلوكاج فعين الملك السيد ادريس جطو وزيرا أولا بمشاركة الاتحاد و الاستقلال.

هذا رغم أن حزب الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي تكلم  حينها عن الخروج عن "المنهجية الديمقراطية".

هذا قبل دستور 2011 الذي يوضح تعيين الحزب القائد للحكومة و هو الحاصل على الصف الأول..

اليوم يفشل رئيس الحزب الأول، حزب العدالة و التنمية في تشكيل فريقه الحكومي في سياق مواقف ملتبسة و تصريحات  متناقضة لا تبشر بخير.

ولكنها توحي بصعوبة الموقف الذي يوجد فيه السيد بنكيران بل و بقرب وضعه للمفاتيح.. والعودة إلى الملك من أجل الإعلان عن فشله في مهمته.

وبكل صراحة، كنت من المتتبعين والصحافيين الذين كانوا يتوقعون هذا السيناريو.

لماذا؟؟

من تابع السيد رئيس الحكومة طيلة الخمس سنوات وخرجاته الإعلامية و تصريحاته في كل مكان،لاحظ بوضوح أنه استقوى في فترات على جميع المؤسسات، وكان يحاول أحيانا أن يظهر بمثابة المنقذ للمغرب من عواصف الربيع أو الخريف العربي. وقال مرات إنه مستعد للعودة إلى الشارع...

في فترات، ظهر أنه الفاعل الوحيد في الحكومة مع إلغاء الأحزاب و الأسماء المشاركة معه في التذبير.

وكنت أقول. كيف للأستاذ بنكيران أن يستمر 5 سنوات أخرى في هذه "التبوريدة" كما قال هو شخصيا في البرلمان؟

كيف ستكون مواقفه؟ تصريحاته؟ علاقته مع المؤسسات الأخرى وخاصة المؤسسة الملكية؟ كيف سيستغل اختياره من طرف "الشعب"؟. كيف سيؤول انتقال حزبه من 107 مقعد إلى 125؟...

سيل من الأسئلة كانت تطرح في سياق مغربي معروف لن يقبل أبدا بهيمنة و احتكار و شعبية جهة معينة على المشهد السياسي...

اليوم، وفي ظل البلوكاج الذي كان منتظرا،على الجميع و أولهم السيد بنكيران إعادة قراءة المشهد و فهم الواقع السياسي المغربي.

كما عليه أن يدرك حجمه كقائد حزب جمع ما جمع من أصوات لا تتعدى مليون و 700 ألف صوت. لكنها على أية حال لا تمثل القاعدة الشعبية للمغاربة اللذين صوتوا لفائدة الأحزاب الأخرى أو لم يذهبوا أصلا إلى مكاتب التصويت..

فشل الأستاذ بنكيران في تشكيل الحكومة لن يكون إلا ترسيخا لواقع سياسي مغربي محض يعاد نسجه عبر فترات تاريخية. مبدؤه و أساسه أن لا أحد يحمل تفويضا من الشعب و من الأمة مهما ربح من أصوات عبر الصناديق..