الأربعاء 15 مايو 2024
سياسة

مصطفى عماي: الجزائر تمارس الإبتزاز ضد القضاء الإسباني لإقبار ملف متابعة زعيم البوليساريو

مصطفى عماي: الجزائر تمارس الإبتزاز ضد القضاء الإسباني لإقبار ملف متابعة زعيم البوليساريو

يرى مصطفى عماي ، رئيس جمعية شباب الحكم الذاتي، في الحوار الذي أجرته معه "أنفاس بريس" أنه ينبغي تحريك كل الوسائل القضائية في مواجهة زعيم البوليساريو بشكل موازي لمتابعته أمام القضاء الإسباني، ومن ثمة تشتيت جهود الجزائر وقطع الطريق أمامها لممارسة الإبتزاز:

+كفاعل مدني، ما هي قراءتك لمتابعة زعيم البوليساريو من طرف القضاء الإسباني بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، الإغتصاب، التعذيب..؟
++من المعروف أن القضاء في الدول الأوروبية يتميز بنزاهته واستقلاليته، فالكل سواسية أمامه بغض النظر عن انتمائه الاجتماعي، وأشير أن زعيم البوليساريو الحالي وقبل توليه مهام قيادة الجبهة كان ل ايغادر الجزائر ومخميات تندوف واليوم سيغادر صوب اسبانيا من أجل الدفاع عن أطروحته وسط المجتمع المدني الإسباني ونحن نعرف ان المجتمع المدني الإسباني هو قاعدة خلفية لجبهة البوليساريو، وأعتقد أن رفع دعوى زعيم البوليساريو أمام القضاء الإسباني والمطالبة بمحاكمته على الجرائم التي اقترفها مسألة طبيعية .
+ما هي تداعيات متابعة زعيم البوليساريو على حضور الانفصاليين بإسبانيا ؟
++أشير بداية ومن خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعة من نشطاء جبهة البوليساريو يقودون حملة تحت شعار " كلنا إبراهيم غالي " حيث اعتبروا أن القضاء الإسباني تحول الى قاعدة خلفية للمخزن المغربي حسب ادعاءاتهم، فمن خلال هذه الحملة تأكدت أن القضية لها تداعيات كبيرة على جبهة البوليساريو ، وعدم قدرة زعيم البوليساريو على دخول التراب الإسباني تكشف أن هناك أمور يخشى من الوقوع فيها علما أن المتهم بريء الى أن تثبت إدانته، فلماذا يخشى زعيم البوليساريو دخول اسبانيا والمثول لجلسة محاكمته مادام مقتنعا بقرينة البراءة ؟ إن بعث زعيم البوليساريو لمجرد مندوب عنه لحضور حفل تكريمه في إحدى البلديات الإسبانية يكشف بجلاء أنه إبراهيم غالي متيقن أنه سيتعرض للإعتقال لا محالة بمجرد ما تطأ قدميه التراب الإسباني. ومن الطبيعي أن يقود نشطاء البوليساريو حملة لتلفيق تهمة متابعته للمخزن المغربي ، ولو كان فعلا بريء ما الذي يخيفه ؟

+خاصة أن القضاء الإسباني قضاء مستقل تماما عن تدخل أية جهة كانت ؟

++طبعا..وقد عاينتم متابعة ديكتاتور الشيلي من طرف القضاء الإسباني بسبب الجرائم التي ارتكبها، ومتابعة إبراهيم غالي ليست لها أية خلفية أو تدخل من أية جهة كانت بل إن مصدرها الوحيد هم الضحايا، وأعتقد أن متابعة زعيم البوليساريو أمام القضاء الإسبانية يشكل ضربة قوية للانفصاليين كما أنها سيساهم في الحد من انشطتهم بإسبانيا .

+ولماذا لا تتحرك الدبلوماسية الموازية في المغرب لدى المنظمات الإسبانية والمنظمات الدولية لإحراج داعمي البوليساريو والكشف حقيقة قيادتها المجرمة ؟

++من وجهة نظري الشخصية ينبغي أن نترك الضحايا يتابعون الملف تفاديا لأي تشويش، فأي تحرك من جانبنا سيفهم في السياق الخطأ وسيمنح خصوم الوحدة الترابية نقاط قوة قد يستغلونها في مواجهة الضحايا. نؤمن بنزاهة القضاء الإسباني ونؤمن بنزاهة القضاء في كل البلدان الأوروبية فلندع الضحايا فقط يترافعون في هذه القضية، وما هو ممكن الآن هو مؤازرة هيئة الدفاع ، أما البهرجة والتطبيل لمتابعة زعيم البوليساريو يسيء للقضية ويسيء للضحايا ويفوت عليهم فرص محاكمة زعيم البوليساريو، وماهو مطلوب الآن هو رفع دعاوى من هذا الحجم في دول أخرى .
+من جملة القضايا التي يمكن إثارتها في هذا الإطار هو ملف انتهاكات حقوق الإنسان بالمخيمات، ملف تهريب المساعدات الإنسانية من طرف قادة البوليساريو ، فمارأيك ؟
++هذا ما كنت أود التطرق إليه..هناك ضحايا كثر وما ينقص فعلا هو الدعم عن بعد وأي مؤازرة مباشرة للضحايا قد تستغل من طرف الخصوم لمهاجمة المغرب والحديث عن " شرعنة الاحتلال " واتهامه بمحاولة الإلتفاف على مطلبهم بتقرير المصير..اذن لنترك الضحايا يتحركون لمتابعة هذا الملفن واذا كان لابد من الدعم فليكن عن بعد ، فأنصار البوليساريو يسيسون جميع التحركات المناوئة لموقفهم ، فبمجرد إثارة القضية أمام القضاء الإسباني تحدث الإنفصاليون عن كون المخزن المغربي هو الذي حرك القضاء الإسباني من اجل متابعة إبراهيم غالي في محاولة للضغط على القضاء الإسباني، ولهذا لايمكن الاستغراب من إقدام الجزائر على تشكيل وفد ينتمي لمخيمات تندوف لرفع دعوى ضد ملك اسبانيا على حلفية الجرائم التي ارتكب الجيش الإسباني في حق الصحراويين أولا، وثانيا نظرا لعدم تسليمه الصحراء للمغرب وعدم منح الصحراويين " الإستقلال " .
+هذا يعني ان الجزائر تمارس الإبتزاز كذلك على القضاء الإسباني ؟

++هذا متوقع كما قلت لك في أقرب وقت من خلال استثمار البترودولار من أجل إقبار هذا الملف وما نحن بحاجة له هو متابعة هذا الملف عن بعد من طرف القضاء الإسباني ورفع دعوى مماثلة أمام المحكمة الأوروبية، المحكمة الجنائية الدولية، باقي البلدان الأوروبية ..ينبغي تحريك كل الوسائل القضائية في مواجهة زعيم البوليساريو بشكل موازي لمتابعته امام القضاء الإسباني من اجل تشتيت جهود الجزائر وقطع الطريق أمامها لممارسة الإبتزاز، ولما لا رفع القضية للأمم المتحدة مع ضرورة الإستعانة بضحايا حقيقيين فهذا سلاح إن لم نحسن استعماله سيؤدي الى الفشل الذريع في ملاحقة قادة البوليساريو كما سيمنح قادة البوليساريو شحنة إضافية لإرتكاب مزيد من الإنتهاكات.