الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو :التلفزيون والمستوى الهزيل لبرامج رمضان

عبد اللطيف جبرو :التلفزيون والمستوى الهزيل لبرامج رمضان عبد اللطيف جبرو
طرح أحد أعضاء مجلس المستشارين سؤالا على وزير الثقافة والاتصال بخصوص المستوى الهزيل لما تقدمه التلفزة المغربية بمناسبة شهر رمضان وبصفة أخص عندما يلتم المغاربة حول مائدة الإفطار، أي ما يسمونه تمثيليات ومتنوعات للتسلية.
وقد انتقد عضو مجلس المستشارين غياب كل إبداع وكل حس فني في الأعمال التي يعرضها التلفزيون المغربي على جمهوره.
بطبيعة الحال، يحق لأي مواطن أن يتساءل: هل هناك سلطة ما داخل مؤسسة التلفزة أو خارجها يحق لها أن تراقب جودة هذه الأعمال ومدى صلاحيتها لتكون جديرة بأن يشاهدها نظارة التلفزة في لحظات يكون فيها أفراد العائلة جالسين يتناولون مأدبة الإفطار وينتظرون من جهاز التلفزة أن يقدم لهم ما يسليهم ويريحهم، فإذا بمشاعر الاستياء تعم أفراد العائلة من الكبار والصغار.
وفي ما يخص الصغار، تساءل عضو مجلس المستشارين حول ما إذا كان المسؤولون عن الإعلام السمعي البصري يستحضرون العواقب السيئة التي ستتسبب فيها هذه البرامج الرديئة على عقول الناس المغربية. أي الأطفال الذين يجلسون إلى جانب الآباء والأمهات حول مائدة الإفطار ويكون عليهم هم كذلك أن يتابعوا مكرهين ما تقدمه التلفزة المغربية للمشاهدين من تفاهات وإنتاج على درجة كبيرة من الرداءة.
هذه حقائق لا ينتبه إليها من يقدمون على الشاشة الصغيرة ما يعتبرونه مسلسلات وتمثيليات تكلف التلفزة مبالغ مالية يمكن أن نتخيل مدى ارتفاعها بعدد المشاركين فيها من خلال القائمة الطويلة للأسماء في الجنيريك الخاص بكل عمل تلفزي حتى وإن كانت مدته لا تتعدى دقيقتين أو ثلاث دقائق.
ويعلم الله ما هي حصيلة الفاتورات والكاشيات التي تسددها ميزانية التلفزيون للشركات التي تتعامل معها على امتداد ليالي رمضان.
الوزير الذي سأله عضو مجلس المستشارين عن مستوى برامج التلفزة في شهر رمضان اختار أن يقدم جوابا حول موضوع آخر يتعلق بما تقدمه وزارة الثقافة والاتصال من دعم مالي لبعض الفرق المسرحية والمهرجانات الفنية مبتعدا بذلك عن موضوع رداءة برامج التلفزة بمناسبة شهر الصيام.
وكأن الوزير أراد أن يقول للرأي العام المغربي بأنه إن كان وصيا على مؤسسة التلفزة والإذاعة فهو لا يمارس أي مسؤولية عما يجري في التلفزة وخاصة ما يتعلق المستوى الهزيل لما يقدمه التلفزيون في شهر رمضان أو خارج شهر رمضان.
هكذا إذا كان المغاربة يدفعون أموالا كثيرة للدولة وتنفق منها مبالغ كثيرة على دار الإذاعة والتلفزة، فليس للمغاربة حكومة أو وزارة تراقب كيف يتم صرف هذه الأموال.
Haut du formulaire