لكِ الله يا الدار البيضاء، ما إن "تتخطين مصيبة وتْبْرا، حتى تجيك كية أخرى". والنتيجة دوام الحال على ما هو عليه بعنوان التلاعب والاستهتار. فقد كان من الممكن مرور الجاري به العمل هذه الأيام بأكبر مدينة مرورا متسترا إلا من شعارات التطبيل الرسمية كما تمنى أبطالها، لكن جزى الله مواقع التواصل الاجتماعي كل خير على ما دفقته من تناسلات ردود فعل الصوت الشعبي الصريح.
هذا الصوت الذي بحَّ بعبارات السخط لسنين، يجد نفسه مضطرا من جديد للارتفاع وبالإجماع على قول: "اللهم إن هذا منكر". بل وفتح قفص الاتهام بكل اقتناع أمام مدبري الشأن حين ظهروا بعد اختفاء ملغوم ليعلنوا عن شيء أسموه "وي كازابلانكا"، في ادعاء سخيف على أنه علامة ترابية حديثة للعاصمة الاقتصادية، غايتها تعزيز مكانتها كقطب فاعل ورابط بين القارتين الإفريقية والأوروبية.
وعلى الرغم مما أعقب هذه المزاعم من تهليل للسادة عبد العزيز العماري، رئيس جماعة الدار البيضاء، ومنصف بلخياط، نائب رئيس جهة الدار البيضاء سطات، ومحمد الجواهري، المدير العام لشركة التنمية المحلية "كازا إيفينت"، فإنه كان للمتتبعين رأي مغاير لما لخصوه في كونه ليس أكثر من "شطارة الغربال، يطلق الدقيق ويشد النخال"، خاصة مع العلم بقيمة المبلغ الذي رصد من أجل إنجاز ما دعي بـ"اللوغو"، والمحدد في 300 مليون سنتيم.
"أش خاصك يا العمى، ورقة السينما أ مولاي"
وعن هذه الحيثية المالية المثيرة للاستنكار قبل الاستغراب، قال أحد رواد الفايسبوك "يكفي رؤية الكتابة لمعرفة أن الخط المستعمل في اللوغو الذي تطلب مصاريف قدرها ثلاثة مليون درهم، متوفر مجانا واعتمد خطين فقط". مضيفا: "هاذي راها الشفرة بالعلالي من طرف شركة التدبير المحلي والعمدة ونائب رئيس الجهة اللي نتسناو باراكتهوم هزو القالب بإيديهم، واش عندهوم الكاميلة ولا الكاميلة اللي عندهم.".
أما آخر فقد شدد على أن هذا الجديد الذي نزلت زلته كالصاعقة على البيضاويين لا صلة له بما ينتظرونه من إجراءات عملية، وهم الغارقون في مستنقعات الأوساخ والحفر والاكتظاظ، إذ أشار مطالبا: "كازا موسخة نقيوها. كازا طرقاتها محفرة صلحوها. كازا عامرة أزبال نقيوها. كازا حركة السير لم تعد تطاق وغير منظمة نظموها. كازا فيها العديد من النقط السوداء في مختلف المجالات شوفو ليها شي تخريجة را اللوغو ماشي هو الحل".
وإلى أن يحل موعد هذا الحل، يظل التمني سيد الموقف من مواطنين استاؤوا إلى درجة الملل من تبخيس مطالبهم الحقيقية، وتغليفها بين الفينة والأخرى بتدابير تتفنن في التظاهر بخدمة المصالح العامة، في حين أن باطنها يختزل كل معاني خدمة المصالح الخاصة و"داكشي". ومن ثمة، يبقى التساؤل معلقا عن توقيت ذلك الموعد المرجو وإن كان اليقين كل اليقين بأنه لن يأتي طالما في عداء مع أشخاص من لا يبرعون سوى في مثيل ما يبرع فيه العماري والجواهري وخويا منصف.