لماذا يتحول برلمان الأمة الى زاوية عائلية، وليس الى مؤسسة من مؤسسات الدولة والمجتمع.
هذا هو السؤال الذي يشغل جمهور "الفيسبوك"، منذ اﻹعلان عن اكتمال تشكيل البرلمان في نسخته الحالية.
جوابان يمكن أن يعيناننا عل مهمة الجواب عن هذا السؤال:
1. النسق الحزبي متمرن بامتياز على سد كل الآفاق التي يمكن ان تتيح كل امكانية لانبثاق نخبة جديدة. لسبب واضح: اﻻحتكام في ميلاد النخب يعود الى الوفاء الى الزعيم، وليس الى فكرة الحزب. وبالتالي فالحزب يفرض الية الطاعة، وليس الية الاحتكام الى مبدأ الراي والراي المضاد.
2. النسق الحزبي يعود الى فكرة القائد عن الحزب والسياسة. وفي تصورنا ان القائد أو الزعيم الذي ما ان يتولى مسؤولية ادارة الحزب حتى يفهم الاسرة والعائلة والقبيلة انه مالك الحزب. لا وجود في هذا المنطق للمؤسسات، أو لمبادىء الحكامة واخضاع المسؤولية للمحاسبة.
لهذين السببين يكون الطبيعي أن يتحول البرلمان قبل الحزب الى فيرمة أو زاوية.
إنها بعض مظاهر بؤس السياسة والسياسيين في مغرب اليوم.