Tuesday 17 June 2025
سياسة

المحجوب حبيبي:لهذه الأسباب يجب على اليسار المقاطع أن يقتنع بأنه لا نضال ديمقراطي بدون مشاركة

المحجوب حبيبي:لهذه الأسباب يجب على اليسار المقاطع أن يقتنع بأنه لا نضال ديمقراطي بدون مشاركة

في إطار النقاش مع فعاليات مختلفة حول المشهد السياسي بالمغرب على ضوء نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة والتي أبرزت صحوة اليسار وعودته إلى الساحة بعدما استرجع جزءا من النخبة وقاعدة مهمة من الشباب اتصلت "أنفاس بريس" بالمحجوب حبيبي، عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتركي وعضو اللجنة التنفيذية لفدرالية اليسار الديمقراطي فوافاها بالقراءة التالية التي حلل فيها كيف مرت الإنتخابات بنفس طابع الفساد الذي عرفته في المناسبات السابقة ويساهم ذلك في عزوف المواطنين وهذه وضعية اعتبرها حبييي ليست بالجديدة بل استمرت منذ تأسيس جبهة الفديك مؤكدا أن مشاركة فدرالية اليسار هي رؤية إستراتيجية واعية ومناضلة تهدف إلى إيقاظ الوعي الجماهيري بالنضال من أجل تحقيق ما ينبغي إقراره من أسس ومرتكزات بناء الدولة الوطنية الديمقراطية وهكذا جاء في الورقة:
مرت الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر 2016 مطبوعة بنفس الطابع المميز للانتخابات المخزنية مما جعل الفساد وأشكال ممارسته تصل حدودا لا تطاق أدخلت المغرب في حالة من العبث وجعلت معظم المواطنين يعزفون عن المشاركة بنسبة تجاوزت 75% وفي لامبالاة مطلقة، أو يقاطعون بناء عن تقدير شخصي ... أو بناء على قرار سياسي حزبي... وهذه الوضعية ليست جديدة فمنذ تأسيس جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية FDICعلى يد مستشار الملك الراحل الحسن الثاني مرورا بما عرفته فصاعدا أواسط السبعينيات (1978) حيث أسس الوزير الأول أحمد عصمان حزب " التجمع الوطني للأحرار" ليضم فيه ما تبقى من "جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية وأقطاب البورجوازية الكمبرادورية الناشئة من جراء ريع سياسة "المغربة" وما عرفته الثمانينات وعلى نفس النهج قام الوزير الأول المعطي بوعبيد بتأسيس حزب جديد هو "الاتحاد الدستوري" بالتفاف من البورجوازية حديثة النعمة التي اغتنت من الفساد الإداري ومن الإستيلاء على المال العام، وصولا إلى سنة 1997 حيث وفرت الداخلية الدعم لعميد شرطة متقاعد مشهور بأدواره القمعية، ليؤسس حزبا إداريا تحت عنوان ( الحركة لاجتماعية الديمقراطية ) ... في نفس الوقت الذي كان فيه الدكتور الخطيب يتهيأ لإحياء حزبه المنشق عن الحركة الشعبية وبتنسيق مع وزير الداخلية إدريس البصري ذلك الحزب الذي سيحمل فيما بعد اسم العدالة والتنمية والذي أتى جل أطره من الشبيبة الإسلامية تلك المنظمة الإرهابية التي اغتالت الشهيد عمر بنجلون ... وتم توضيب وإخراج حزب البام على شاكلة الفديك يحلو لهم نعته وبتركيز إعلامي كبير على أنه الحزب الحداثي المعارض والذي سيوكل إليه مستقبلا دور في التناوب القطب اليميني أيا كانت تركيبته
وهكذا، سنلاحظ أن وزارة الداخلية كانت باستمرار وراء هذه الطبخات وأن أي حزب من هذه الأحزاب التي ذكرنا والذي يتم صنعها بتخطيط من دوائر المخزن تبدأ متزامنة مع الاستعداد للانتخابات حيث تحصل على الأغلبية سواء في المجالس المحلية أو في البرلمان... وتشكل منها الحكومة... وأن أي محاولة من خارج هذه المسوخ والصنائع المفبركة مصيرها المصادرة بالتزوير وتقزيم نتائجها وتبخيس أدوارها ومواقفها...
والفيدرالية تدخل حلبة صراع واضحة معالمه بإستراتيجية النضال الديمقراطي بعد أن خاضت بعض من أحزابها نضال المقاطعة لمدة تزيد عن 30 سنة واعية تمام الوعي بكل المتطلبات التي يقتضيها هذا النضال من حيث مطلب التثقيف الجماهيري و مطلب بناء الحزب الجماهيري الواسع بمختلف متطلباته وامتداداته وروافده الجماهيرية وروابطه التنظيمية، الرديفة (أي محيطه الجماهيري المنظم والواعي). معنى ذلك ان تصل إلى بناء وتوسيع كتلتها الناخبة المحددة عددا والحاضرة تتبعا وضبطا...
المشاركة إذن رؤية إستراتيجية واعية ومناضلة تهدف: إيقاظ الوعي الجماهيري بالنضال من أجل تحقيق ما ينبغي إقراره من أسس ومرتكزات بناء الدولة الوطنية الديمقراطية من علمانية وملكية برلمانية وإصلاحات دستورية ضرورية وأكيدة لتجاوز مراحل الدساتير الممنوحة، وإصلاح التعليم على أسس وقواعد علمية، وتوفير الصحة للجميع، ـ وإشراك الجماهير الواعية في تحمل المسؤولية ـ وصولا إلى مرحلة أن تحمي الجماهير أصواتها أن تقف بالمرصاد لأي تلاعب وأن تملي إرادتها بكل الحزم والحضور والإصرار... هذه بعض معطيات تجعلنا ندعو على أساسها كل مناضلي اليسار المقاطعة وكل الجماهير اليائسة إلى مراجعة مواقفها فلا نضال ديمقراطي بدون مشاركة في الانتخابات إنها بند من بنود هذا النضال.