ولو أن كلمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران حملت الكثير من النقاط النشاز قبيل الانتخابات، وأثقلت بشتى المغالطات البئيسة، غير أن عددا كبيرا ممن استمعوا لخرجته عبر قناة الحزب، هذا المساء، اهتموا أكثر بعبارة "شوفو مزيان مع من انتوما". وذلك ليعلقوا عليها بمختلف الردود الساخرة، والتي تفيد بأن "السحر انقلب على الساحر".
إذ في الوقت الذي حاول عبد الإله بنكيران التلميح إلى نصح الناخبين بالتصويت لصالح "المصباح" من خلال ضرب منافسيه عبر تلك العبارة، فطن المعنيين بالكلام إلى أن الأخيرة تخصه أولا، من منطلق كونهم "عرفو فعلا مع من هوما"، وعرفوا حقيقة حزبه الذي أغرقهم بالوعود التي لم يف بها. ويا ليته لم ينفذها فقط، وإنما قام بدلها بالأفظع المسيء لهم. أو كما قال أحد المتهكمين "كيقولو بنكيران مادار والو.. ياريت كون مادار والو، ولكن راه دار المشاكيل والزلات اللي يزلق فيها الجمل.."
وعليه، اتفق جميع المعلقين على أن كل شيء تغير في عهد حكومة عبد الإله بنكيران إلا إرادة التغيير. وطبعا لم يكن ذلك التغيير إلا للأسوأ. كما حوَّل الجسور المتشدق بها أيام الحملات الانتخابية السابقة إلى حواجز منعت عن المواطنين التمتع بأدنى الحقوق، وحرمتهم من مكتسبات لم يصدقوا نيلها عبر عقود من التضحيات الجسام. لكن قبل أن يتأكدوا بأنهم وهم يُصدقون الوعود ويضعون الثقة في متبنيها إنما كانوا يوقعون على حكم الإعدام لآدميتهم وما تستحقه من رعاية إنسانية.
وبالتالي، كانت النهاية على غير المتوخى بتلطخ بياض عفوية المغاربة على قتامة صخرة الزيف "البنكيراني"، واصطدمت أمانيهم بنكسة ما كانوا يرجونها لأعدائهم. وبما أن "اللي ضرباتو يديه ما يبكي"، تجرع الموجوعون ما ألمهم في صلب كيوننتهم إن بالاحتجاج الجماهيري أحيانا والصمت الصارخ أحيانا أخرى، وكلهم انتظارا ليوم غد الجمعة 7 أكتوبر 2016 لغرض شحن الصناديق بما يعبر حقا على علمهم اليقين بـ" مع من هوما.."، على أمل نطقها، أي الصناديق، في نهاية الأمسية بالجواب الشافي طالما أنها المحكمة التي لا تخشى أحدا.
سياسة