لم يجد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران سوى منفذ اللعب على عواطف الناخبين لاستمالة سندهم، بعد أن لجأ إلى توظيف عبارة "راني مربي عليكم الكبدة" أكثر من مرة في كلمة وجهها عبر قناة حزبه، قبل نحو نصف ساعة من الآن. ولسوء حظ زعيم "البيجيدي" أنه لم يعثر على ما يقنع به المصوتين لدعم رفاقه، واضطر للاستغاثة بمطية دغدغة المشاعر في شأن عنوانه الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، أو كما يقول المثل الفرنسي "سيرفيس.. سيرفيس. كاماراد أبري". ومن ثمة، كان لابد من أن يستقبل الناس هذا التغليط المكشوف بالتأكيد على أن ورقة "الطلبة" و"لحيس الكابة" محروقة ولم يعد لها محل في تحديد مصير شعب عانى الأمرين لخمس سنين.
والواقع، أنه أتيحت لعبد الإله بنكيران ومن يدور في فلكه فرصة العمر، إنما أبى إلا أن يهدرها عن سبق إصرار وترصد. ولو كان في تجربته خير لما احتاج أصلا لحملة انتخابية، ولترك إنجازاته كخير داعية للحث على تجديد الثقة فيه. لكن وبما أن "مول الفز كيقفز" سارع قبل ساعات من توجه الناخبين لصناديق الاقتراع إلى "تصميك" آذانهم بكلام النساء في الحمامات الشعبية، أيام كان الحمام ملتقى أسبوعي لـ"تقرقيب الناب". أما اللحظة، فلا الرجال ولا من نعتهم بـ"الثريات" تغيب عنهم حساسية الموعد، كما يقتنعون في المقابل بأن لكل عمل "جزاء". وما مسألة "الولف" إلا تعبير ضمني على "ولف" الكراسي وأجر آخر الشهر مدعوما بأزهى السفريات وتعويضاتها المنتزعة من عرق دافعي الضرائب.
لهذا، ومن باب عدل المغاربة وكرههم للظلم، فإنهم لن يظلموا عبد الإله بنكيران. وحتما سينصفونه بتبيان نتيجة ما فعله بأوضاعهم من خلال تأكيد عدم أهليته لشغل المنصب من جديد. وكل ذلك حرصا على تدارك ما أفسد سابقا لتشييع أقسى التجارب إلى مثواها الأخير. طالما أن الوطن لا يرفعه سوى الرقي بنساء ورجال أرضه، لا بـ"تربية الكبدة" عليهم.
سياسة