الاثنين 20 مايو 2024
سياسة

مختبر صناديق الاقتراع لم يعد قادرا على استنساخ الوجوه المحروقة لوكلاء لوائح الأشباح

 
 
مختبر صناديق الاقتراع لم يعد قادرا على استنساخ الوجوه المحروقة لوكلاء لوائح الأشباح

لم يتبق من عمر الحملة الانتخابية للحسم في المقاعد البرلمانية سوى أقل من 24 ساعة، لتحط فيالق غالبية وكلاء اللوائح التي شوهت محطة الاستحقاقات بسلوكاتها وممارساتها "المضحكة المبكية" أسلحة الدمار الشامل التي استعملتها لقتل ما تبقى من أمل في العمليات الانتخابية، بعد أن جيشت وسخرت كتائب مدججة بالأسلحة وشتى أنواع البلطجة، والمريدين والإمعات والخانعين والخانعات.

لم يتبق سوى أقل من 24 ساعة ولم نسمع منهم ولو كلمة تتحدث عن حصيلتهم المشوهة والحاطة من كرامة المواطن المغربي، ولم يقدموا ولو إجراء واحدا يرتبط بمهمة البرلماني بقبة التشريع. وكلاء يكذبون، يتحايلون، ينافقون، يستجدون، يتسولون، يتباكون، بالأسواق والمساجد والشوارع والمقاهي والدواوير والمداشر، وفي مواكب الجنازات، والأعراس والحفلات.

"الزرقلاف" تيسر عملية الاستقطاب، تسجيل العاملين والعاملات في الحملات، تسخير جيوش من المتسكعين والشماكرية والبلطجية لتوزيع مناشير صورهم البئيسة، من الصباح حتى المساء لترتفع وتيرة استهلاك الخمر ليلا وتنشتر الحكايات عن الوكلاء وأفعالهم المشينة، وتتناقل إذاعة الحنك وراديو المدينة قصصا غارقة في المآسي، هكذا مرت حملة استحقاقات السابع من أكتوبر (نموذج إقليم اليوسفية)، مع فارق واضح لحملة الاتحاد الاشتراكي وفيدرالية اليسار، حيث سجلت "أنفاس بريس" مشاركة نساء ورجال التعليم في الحملة الانتخابية وتكتلهم حول مشروع اليسار التقدمي والحداثي، ومناقشتهم للتحولات والتغيير الممكن لإيقاف نزيف الوطن ومراجعة قرارات حكومة التراجعات والرجعية، وانخراط أطر وعمال الفوسفاط في تفكيك لغز إنزال وكيل لائحة المصباح المدير الأسبق للاستغلالات المنجمية الذي كان ضد العمل النقابي الجاد، واستغلاله لمنابر المساجد والفقهاء وبعض المغرر بهم بجنة النعيم والحور العين، والكذب على البسطاء من ساكنة دواوير الكنتور الذين فوتت أراضيهم الفلاحية للمجمع الشريف للفوسفاط بأقل الأثمنة، ومعاناتهم مع الأمراض المتفشية بيئيا بسبب سياسة المدير والشاف والكابران المتحذلق.

ساعات وستتوقف عقارب الحملة الانتخابية لنمر إلى عملية التصويت بتخوم منطقة أحمر الشاسعة ومكاتب التصويت المنتشرة كالفطر، وسيبقى في ذهن المتتبعين والمهتمين بالعمليات الانتخابية أن الأموال الخفية والعلنية التي استثمرت في استحقاقات السابع من أكتوبر قد تجاوزت السقف المحدد للحملات، وتهاطلت في بعض المناطق كزخات المطر الحامضي القاتل للأمل والتغيير.

ألم يجهر بصوت الاحتجاج وكيل لائحة فيدرالية اليسار حينما وجه نداءه للسلطات الإقليمية والمحلية بتحمل مسئولياتها في ما يقع من خرق سافر ليلة 05 أكتوبر، حيث تم توزيع الأموال بجماعة السبيعات، وجماعات أخرى لشراء أعضاء جماعيين ومستشارين ليسوقوا من وضعوا فيهم الثقة لصناديق الاقتراع للتصويت لفائدة هذا الرمز دون غيره، ألم يوزع بعض وكلاء اللوائح حسب الأصداء التي وردت من إحدى الجماعات القروية المحروسة بجبلها التاريخي مبلغ 5000,00 درهم على المستشارين الجماعيين والذين منهم من تسلم المبلغ وانقلب على الاتفاق؟

من حقكم أن تنفوا "بتخراج" عيونكم، أنكم أغرقتم الإقليم بتوزيع الأموال، وستحولون مصاريفكم الخيالية بقدرة وكيل إلى فواتير محاسبتية في (اليد العاملة، كراء السيارات، الإطعام، المحروقات....)، وسيسجل التاريخ أنكم لم تتواصلوا مع ساكنة قتلها البؤس والإقصاء والتهميش والفقر، وأنكم تريدون سرقة المقاعد البرلمانية بكل الطرق التدليسية، ولم تفسروا للمغاربة معنى أن تصوت يوم 7 أكتوبر 2016، لإفراز حكومة جديدة تقطع مع ممارساتكم البائدة في التحكم في رقاب العباد، ولم تقدموا لهم أدنى تعهد وتعاقد يحترم ذكاء الناخبين والناخبات.

نعم لقد سجلت "أنفاس بريس" على أن حملتكم لاستحقاقات 7 أكتوبر كانت باهتة واكتنفها الغموض والالتباس، لأنكم كنتم خائفين، وجلين من عقاب صناديق الاقتراع التي أعيتها صوركم ولم تعد أرحامها ومختبراتها قادرة على استنساخ وجوهكم المحروقة التي لفحتها أشعة شمس الحق.