الاثنين 6 مايو 2024
سياسة

مصطفى المانوزي: هل اليسار جاهز لمواجهة الأصوليات، أم لاستدراك ما ضاع من الفرص؟

مصطفى المانوزي: هل اليسار جاهز لمواجهة الأصوليات، أم لاستدراك ما ضاع من الفرص؟

لا يمكن التصدي للأصوليات هنا وهناك وهنالك بمجرد الحلم بما ينبغي أن يكون، فإقرار بعض اليسار بأنه بصدد تجريب مقومات العودة إلى المشهد، يوحي بأنه غير جاهز بما يكفي لخوض المعركة الجارية حاليا، مع الإشارة أن التحليل الصائب يكون مفيدا إذا تم استحضار قوانين الجدل التي لا تؤمن بالبناء على الأنقاض، اللهم إذا كان الصراع داخل نفس الوعاء/ وحدة المتناقضات، ولا يكون بالنفي المطلق، بل في ظل قانون الإزاحة/ نفي النفي، كبديل سيحتاج نفسه إلى بديل يخلصه من رواسب تمثلات الماضي السلبي. فهناك عروض في الساحة مثالية جدا، ولكن قنوات تصريفها تحتاج إلى تحولات كمية لتبرر النوع الذي يتباهى به حاملوها. فالعامل البشري مفيد في دعم مبدأ التفكير الجماعي والتشاركي، بتعدد المقاربات وتنوع زوايا التفاعل وتراكم الخبرات وترشيد الكلفة... فلا يكفي التسليم بانسجام مطلوب، يعتمد تنسيق مجهودات متناثرة هنا وهناك، ويروم توحيد إمكانيات مرتجلة في صيغة إعلان نوايا حسنة مهددة بهاجس فقدان طهرانية حالمة. لذلك لا ينبغي أن نترك البياضات للصدفة تعبث بمصير التقدم والتحول السياسي المنشود، فالمسافات الضرورية في مجال الانتقال الديموقراطي، كالطريق ألسيار، لا تصلح محطة لكثير من التأمل المتردد، والمد المحافظ يغزو ثنايا الانتظارية والارتباك ويتربص، انتهازيا، بالقاعدة الانتخابية وبقاعدة "الطبيعة تأبى الفراغ".