Sunday 15 June 2025
سياسة

آل الرشيد.. إمارة الصحراء الانتخابية

آل الرشيد.. إمارة الصحراء الانتخابية

آل الرشيد الأسرة السياسية التي استقرت بالعيون قادمة من تندوف في خمسينيات القرن الماضي، المتفاوضة مع الوجود الإسباني في الصحراء خلال ما عرف "بالجماعة الصحراوية" في سبعينيات القرن العشرين، لتغير مسار حساباتها، بعد المسيرة الخضراء ومداوالات محكمة لاهاي، وتهتبل في "ضربة معلم" (اختيار تمغربيت) وتلعب ورقة بديلة وطدت تحكمها التفاوضي من خلال "مكتسبات الوطنية المغربية!". من خليهن ولد الرشيد إلى حمدي ولد الرشيد، تأسست دولة داخل الدولة تحكمت في مفاصل المؤسسات المنتخبة وتنظيمات موازية في مجال جهة العيون، لتصبح أسرة آل الرشيد هي القوة النافذة في صناعة المشهد الانتخابي.

- القراءة المجالية:

آل الرشيد، في رئاسة المجلس الملكي لشؤون الصحراء، ورئاسة مجلس الجهة، ورئاسة مجلس المدينة، ورئاسة المجلس الإقليمي، ومجلس النواب والمستشارين، والمجلس الملكي لحقوق الإنسان، والمجلس الجهوي للسياحة، وتعاضدية الموظفين، وقطاعات الرياضة والمجتمع المدني.... وتواجد حاسم في قطاعات العقار والتجزئات السكنية من خلال عمران الجنوب والضحى وتجزئات خاصة، والمقالع تحديدا تصدير خيرات عامة (الرمال...) إلى جزر الكناري... إن ريع المؤسسات والأرض دعم قوة آل الرشيد في دحر كل المنافسين القبليين والتجاريين ووسع زبناء الأسرة لفبركة تحكم قوي استحال معه تجاوز آل الرشيد.

تحالفات قوية محسوبة ابتدأت مع رئيس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء (خليهن ولد الرشيد) مع الرجل القوي إدريس البصري حيث تحالف أهل الرشيد مع صقور حزب الوبر (الحزب الوطني الديمقراطي) أرسلان الجديدي والقادري... كراكيز مرحلة الحسم مع حزب الأحرار وأحمد عصمان، حيث تموقع آل الرشيد مركزيا عبر وزارة منتدبة مكلفة بتنمية الأقاليم الصحراوية في ثمانينيات القرن العشرين. إن أل الرشيد يتقنون جيدا قراءة الحسابات السياسية وتوازانات حاجات المخزن الاستراتيجية في مناطق نزاع دولي، كانت أواسط السبعينيات والثمانينيات مرحلة صراع حرب عسكرية في الصحراء، وآل الرشيد القادمون من تندوف عاصمة البوليزاريو، والمفاوضون التاريخيون للدولة الإسبانية والقريبون على مسافة محسوبة من كل المتدخلين في نزاع الحرب الباردة، يملكون أسرار المعادلة القبلية التي جعلت منهم "العقبة التي لا تستنزف!"

- حمدي ولد الرشيد السائق الميكانيكي:

حمدي ولد الرشيد سائق ميكانيكا الشركة الإسبانية السابق في العهد الإسباني، شيخ قبائل الركيبات التهالات في لوائح استفتاء الأمم المتحدة في الصحراء، والقائد المخزني السابق الموظف في وزارة الداخلية، النائب الأول لخليهن ولد الرشيد الذي منحه رئاسة بلدية العيون ضد آل الجماني، الرئيس لأكثر من مرة لمدينة العيون عاصمة الصحراء الحالية، رجل الأعمال والعقار والمقالع.... بهذا البروفايل والذي كان اسما مغمورا قبل 2002، استطاع أن يسوق ميكانيكا العربة الانتخابية بجهات الصحراء الثلاث من خلال "ماتريكول حزب الاستقلال" انطلاقا من عام 2003! هذا الميكانيكي الميداني الذي غير وجه العيون واستحق على ذلك اتصالا هاتفيا من الملك محمد السادس يهنئه على دوره العملي في تأهيل مدينة العيون.

حمدي ولد الرشيد/ الميكانيكي الذي يعرف أن محرك الصحراء لا يعمل أحسن، إلا من خلال تشحيم التحالفات القبلية، لم يخترق فقط حزب الاستقلال كمنسق لجهات الصحراء، وقبائل الركيبات بل اخترق كل "بياس القبائل الأخرى" كي يحكم السيطرة على مجال الصحراء (أمريزيك اعبيد، مولود علوات، أهل بولون، بلفقيه، أهل الصبايو، والنجماوي، ونينجا، واهل خطري....) دخل صراعات قوية مع أهل الدرهم ومع إلياس العماري والوالي جلموس... وأهل الرزمة وآل الجماني... اتهم بتأليب صراعات وصناعة أحداث وآخرها "أحداث كديم إزيك".

إنه "الرجل القوي" الذي يقول عنه حلفاؤه إنه المؤمن بالعرش والوحدوي الصادق، الذي لا يطأطئ الرأس لرجالات الدولة، والذي يصفه خصومه بأنه يوزع المناصب والمواقع النافذة وبقع أملاك الدولة مجانا وإعفاءات رخص البناء، والرمل والبر والبحر...! الذي استطاع أن يحصل في انتخابات 2015 على ما مجموعه فريقين برلمانيين في الغرفة الثانية ورئاسات بلديات وأقاليم وجهات. حتما سيصنع فرقا قويا في انتخابات أكتوبر 2016.