Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

يا مثقفون.. كفاكم سباتا فالمغرب لم ينجبكم لتخذلوه في عز حاجته إليكم

يا مثقفون.. كفاكم سباتا فالمغرب لم ينجبكم لتخذلوه في عز حاجته إليكم

ما معنى أن تكون مثقفا؟ هو أن يكون لك وعي مختلف بدرجات عن الآخرين. هو أن يصبح منطقك في التفكير أكثر سموا ورفعة. هو أن تمارس نفوذا فكريا وتأثيرا في المجتمع. هو أن تكون أكثر تفاعلا مع القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية. معنى أن تكون مثقفا هو أن تكون فاعلا وفي مقدمة من يقترحون الحلول للمعادلات السياسية الصعبة، هو أن تكون عقلانيا ومنطقيا وحارسا للقيم ومدافعا عن مصالح العامة ومواجها للسلطة.

في المغرب المثقفون يعيشون في كهوف مظلمة ومغارات سحيقة وجزر معزولة، لا نصدق بأنهم أحياء إلا عند الإعلان عن مسابقة فكرية أو أدبية جوائزها قيمة أو المشاركة في مهرجان ثقافي للإستفادة من أيام سياحية وغرفة في فندق مصنف ومصروف للجيب مقدم الدفع.

في السجالات السياسية وقضايا الوطن الملتهبة والمؤامرات التي تحاك ضد البلد وخطاب الكراهية وفكر المتطرفين التضليلي الذي أحكم قبضته على عقول المغاربة البسطاء، يتوارى المثقفون في عزلتهم ويسكنون قبورهم وهم يتوسدون أوراقا يابسة وكتبا بالية.

الكتاب الذي كان بمنزلة "الضمير" و"الوعي" و"المهيّج" للشعوب و"المحرّض" على الثورة و"المحرّك" للعقل والتفكير، أصبح مجرد طعام لـ"ديدان" الأوراق. الكتاب الذي كان يسقط الحكومات ويسقط الأنظمة تحول إلى "وسادة"، وبدل أن يكون "سندا" للشعب أصبح "مسندا" يضع فوقه المثقف رأسه لينام ويحلم بالأوهام.

انتهى الزمن الذي كانت تحمى المحرقة وتجهز لإعدام الكتب وخنق الأفكار الثورية.. الكاتب آنذاك كان بمثابة فتيل قنبلة قابل للانفجار.

المغرب الآن يغلي، وهناك شبه مؤامرة على الأمن الروحي للمغاربة من طرف شيوخ التطرف والكراهية وأتباع التدين المشرقي الوهابي التكفيري، وها هم يتغلغلون في المؤسسات التشريعية للدولة. فمن من المثقفين والمؤسسات الثقافية وخليات البحث والتفكير أعلن المواجهة والمقاومة؟ إنهم يسبحون في عالم من الهذيان، ينتظرون تذكرة سفر مجانية وإقامة مجانية للمشاركة في مهرجان "الثرثرة".