Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

مشفيق: كلام من يدعي شيخوخة المجموعات مردود بل ويعاني فقرا فنيا

مشفيق: كلام من يدعي شيخوخة المجموعات مردود بل ويعاني فقرا فنيا

رد عبد المجيد مشفيق، عضو مؤسس مجموعة السهام، على كل من يزعم بأن ظاهرة المجموعات قد شاخت، بكون كلامهم مردود حتى أنه يعاني من فقر فني. وحجته في ذلك أن عمق ونضج المجموعات يُستمد من تراكم خبرة السنين، بل الأكثر من ذلك، يضيف عبد المجيد مشفيق في حوار مع "أنفاس بريس" أن المجموعات ليست بـ"ظاهرة" من منطلق أن الظواهر محكومة بالزوال، في حين أن المجموعات هي واقع منذ أربعين سنة ولا مانع في أن تبقى واقعا إلى الأبد. كما ألقى رئيس مجموعة السهام في الحوار ذاته اللوم على المسؤولين لما يقترفونه من تجاهل لهذه المجموعات مع أن الثقافة المغربية غير قابلة للتجزئة والانشطار. منبها إلى عقدة الآخر التي تطغى في بلدنا بما تؤدي إليه من تبخيس للكفاءات المحلية، وفتحها بالمقابل الأبواب في وجه التيارات التي لا نجني منها سوى الرواح والزكام.

+ كيف يمكنك التعليق على الأقوال التي تصر على أن العصر الحالي هو عصر الموجات الشبابية، وبالتالي فإنه زمن شيخوخة المجموعات؟

-- شيخوخة المجموعات..؟ هذا كلام سخيف ومردود على متبنيه بل يكشف على فقرهم الفني. لأن أغنية المجموعات تستمد عمقها ونضجها من تراكم خبرة السنين. كل ما هناك أن حظها العاثر صادف ظروفا خاصة، وليس من السهل أن تستمر بمجموعة مكونة من خمسة أفراد لمدة 40 سنة كلها مثابرة وأداء وسفر وتضحية. فنحن لم نكن ولن نكون ضد ما هو شبابي ومنفتح، لكن نريد أن تظل لدينا الأصالة والثقافة المغربية على أساس أننا لا نعتبر أنفسنا مربين داخل البيوت فحسب، وإنما أيضا في الشارع والمدرسة وعبر الشاشة والمذياع. ولما أقول حاجتنا للدعم لا أعني الدعم المادي ولكن المعنوي أولا طالما أننا قاومنا وأنفقنا من مالنا الخاص لما يزيد عن 34 سنة، ومازال في قدرتنا تقديم المزيد في سبيل بلدنا وحدوده وأطفاله ومستقبله. ولا أظن بأن ذلك لا يستحق مجرد لحظة اعتراف.

+ لحظة الاعتراف هاته تجرنا إلى استحضار مطالب من نفس النوع لدى الكثير من الفنانين بالمغرب. هل هي أزمة تقدير للإبداعات المحلية أم أشياء أخرى لا يعرفها سوى أهل الدار؟

-- مشكلتنا بالأساس تنحصر في تبخيسنا لكل ما هو محلي مهما كانت روعة إنتاجاته، في حين نقيم الدنيا ولا نقعدها في الاحتفاء بالأجانب على الرغم من عدم إضافتهم أي قيمة إيجابية لرصيدنا الإبداعي. وفي هذا السياق ندعو إلى أن لا تبقى أبوابنا مفتوحة في وجه التيارات التي لا نجني منها سوى "الرواح والزكام" بعد أن ثبت بأن كل ما يستورد عبر أمواج ودعاية أجنبية خارجية يكون مآله الاندثار.

+ لنبقى في غسيل الدار وعلاقة المسؤولين بأبناء البلد. بحيث هناك من النقاد من يرى بأن وقتنا الحالي هو وقت المجموعات أكثر من أي وقت مضى سواء لما يلاحظ من فتور في الحس الوطني لدى الشباب، وأيضا على خلفية ما تشهده قضايانا الوطنية من تطورات تستدعي المزيد من إذكاء حماس الانتماء..

-- هذا صحيح مائة في المائة. ولهذا أشدد على أن دور المجموعات حي ولن يموت، بل لا يجب أن يموت أو يأتينا يوم نترحم فيه عليها كشيء من الماضي لما قدمته من نماذج على مستوى تمتين اللحمة الوطنية. فالمجموعات لابد وأن تواصل المسير والتواجد لأنها ليست ظاهرة كما يحاول أن يصفها البعض على اعتبار أن الظاهرة محكومة بالزوال في حين أن المجموعات هي واقع منذ أربعين سنة، وما المانع في أن تبقى واقعا إلى الأبد؟. ومن جهة أخرى، فإن الثقافة المغربية لا تجزأ وغير قابلة للانشطار، لأن هويتنا وحمولتنا وثقلنا مؤسس على ثقافتنا الأصيلة، وكل ما هو أصيل ومغربي قح هو مستمر ويستدعي أن يوَرث للأجيال الصاعدة للحفاظ عليه كركيزة أساسية من ركائز الثقافة والفن المغربيين. والحقيقة، أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك دون منح هذه المجموعات حقها. فحرام أن نرى مثلا أهرام جيل جيلالة يغرقون في مشاكلهم والأمر نفسه بالنسبة للمشاهب وبلا ملتفت لحالهم. وإلى متى سيبقى هذا التجاهل والتفرج على كفاءات من أصوات وعازفين تغادرنا واحدة تلو الأخرى إلى الرفيق الأعلى؟. فحتما لن نظل شباب، وأصغرنا حاليا في سن الخمسين، ومع ذلك نجدد أنفسنا من أجل البقاء ومن أجل الناس والجمهور التواق للأغنية الهادفة. ونحمد الله لكوننا بوظائف نكسب منها قوت يومنا، وإلا لما تخطت حياة المجموعة منتصف الثمانينات. نظرا لما تعرضت له كغيرها من نكبات متعددة وظهرت معها ظواهر كثيرة كل واحدة تتفنن في ضربها من جهة، لكن رغم المواجع والآلام القوية فإنها لم تقو على هز القناعة والصمود لمواصلة المشوار. وحتى إن لم يأت الرد رسميا فتكفينا فخرا تجاوبات الجماهير التي تجمع على أن كل صوت قاوم وتحدى الصعاب لـ40 سنة لابد وأن ترفع له القبعة ويستحق تحية "برافو".