علمت "أنفاس بريس"، من مصادر متطابقة أن مجموعة من الأشخاص اقتحمت،أمس الاثنين، مسجدا بدوار أولاد يحيى على بعد 8 كلم من مدينة مراكش بالجماعة الترابية (القروية ) تمصلوحت التابعة لإقليم الحوز، التي كان يطلق عليها إبان الإستقلال منطقة الجيش الجنوبي الذي كان يقاتل إلى جانب الحركة الوطنية في الشمال.
وقام المقتحمون بمنع إمام المسجد بشدة من الدخول وإقامة صلاتي المغرب والعشاء، وأضافت ذات المصادر أن المهاجمين لهم نزاع شخصي مع إمام المسجد الذي يصلي بسكان الدوار أو القرية منذ أكثر من 35 سنة، ويشهد له السكان بحسن السيرة والسلوك و"عرفناه منذ حلينا عينينا:على هذا المسجد في بداية الثمانينان من القرن الماضي- يقول ناشط جمعوي من القرية-.
واعتبر ت المصادر أن الهجوم الأخير على الإمام له خلفية سياسية واضحة، حيث يرفض الإمام المشاركة أو الدعاية الإنتخابية لأي شخص أو جهة، وذلك تنفيذا للأوامر الصادرة للأئمة في هذا الشأن من طرف الدوائر المسؤولة.
و حسب نفس المصادر فإن المنطقة تشهد نشاطا ملحوظا للأصولية والسلفية و قد بدأت التحرشات بالإمام منذ رمضان الأخير بهدف الاستحواذ على المسجد، حيث عمدت مجموعة من مناوشيه من هذا التيار إلى القيام بصلاة التراويح بصفة مستقلة كما بحثوا عن مصلى خاص بهم ادوا فيها صلاة العيد دون موافقة من وزارة الأوقاف، وقد ساندهم في ذلك رئيس الجماعة الذي ينتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، والمطلوب إذن هو التدخل من أجل حماية ألمصلين وتأمين اداءهم لصلواتهم في سكينة وطمأنينة، لأن المساجد شأن ديني لاعلاقة لها بالمعترك السياسي خاصة.
ويأتي هذا التطور بعيد خطاب العرش الأخير لأمير المؤمنين الذي أكد على أن يبقى الدين بعيدا عن المزايدات الإنتخابية.
إذن لمصلحة أية جهة تتم هذه المناورة التي جعلت من المسجد مسرحا لها، وجعلت هذا المسجد لا تقام فيه صلاة المغرب، وهي سابقة خطيرة، لم يعرفها المغرب الذي دخل الإسلام منذ قرون ؟