كان يا ماكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، ساحة تسمى جامع الفنا بمراكش تزخر بفن الحكواتيين، والعديد من الفنون التراثية الشفهية. لكن فن الحكواتي لم يستطع الصمود أمام متغيرات الزمان، وأصبح بقاء هذا النوع من الفنون، الذي يعتمد على حكواتي يحكي قصص تناقلتها الأجيال عبر مراحل زمنية طويلة، على المحك وخطر الاندثار.
ويعد عبد الرحيم المكور من بين الحكواتيين الذي بقوا أوفياء لهذا التراث الشفهي، بحكايات يحكيها للمتحلقين عليه في ساحة جمع لفنا، بحيث تروي فصول غابر من التاريخ المحلي أو الوطني المغربي. وأغلب هذه الحكايات تروى بالدارجة المغربية أو باللغة الأمازيغية، حسب مكان ونوع الجمهور. وفي غالب الاحيان ما تستغرق هذه الحكايات أيام او أشهر من اجل اتماهها. وكل يوم يتجمهر الناس حول الحكواتي من أجل الحفاظ على الخيط الناظم للحكاية.
إن فن الحكواتي ليس بالأساس مجرد كلام وسرد للحكايات، بل هو فن حقيقي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو يتطلب الكثير من الاستعداد والتمارين، والنفس الطويل. ويؤكد الحكواتي المغربي عبد الرحيم المكوري، أنه كان يتردد إلى ساحة جامع الفنا عندما كان طفلا صغيرا، من أجل السماع إلى قصص الحكواتيين الكثر آنذاك بالساحة.