تحصينا للحقل الديني من جر القيمين الدينيين إلى الاصطفاف وراء هذه الهيأة الحزبية أو تلك، وحماية للمشترك الديني للمغاربة ككل من التدنيس الحزبي، أصدر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق مذكرتين توجيهيتين إلى مناديب الوزارة يذكرهم بوجوب التقيد بضوابط النأي عن إقحام بيوت الله في الصراعات الانتخابية المقبلة.
وحسب المذكرة رقم 136 بتاريخ 26 يوليوز 2016 – التي تتوفر" أنفاس بريس" على نسخة منها- فإن الوزير حث المناديب على "لفت نظر جميع القيمين الدينيين إلى وجوب تفادي كل ما قد يفهم منه صراحة أو ضمنيا – قيامهم بدعاية لفائدة أو ضد أي مترشح أو هيأة سياسية أو نقابية ".
وحرصت المذكرة الوزارية على تذكيرالأئمة والخطباء والوعاظ " الراغبين إما في الترشح إو القيام بحملة انتخابية لفائدة أو ضد بعض المترشحين التقدم بطلبات إعفائهم من مهامهم الدينية شهرا على الأقل قبل فتح باب الترشيح"، على أساس أن كل مخالف للضوابط سيتعرض للعقوبات التأديبية المتمثلة في الإعفاء من المهمة.
في نفس الإطار أصدر الوزير التوفيق مذكرة أخرى تروم تحصين مدارس التعليم العتيق، وهي مذكرة تحمل رقم 130 بتاريخ18 يوليوز2016 ( تتوفر " أنفاس بريس" على نسخة منها أيضا ) جاءت في سياق المعلومات المتدفقة على الوزارة بشأن محاولة أشخاص " إقحام المدارس العتيقة واستغلالها لأغراض سياسية وانتخابية".
وتأسيسا على ذلك دعت المذكرة 130، مناديب الشؤون الإسلامية إلى " قطع الطريق" على هؤلاء ورفض "قبول أي دعم أو إحسان تتقدم به أي جهة مشاركة في الحملة الانتخابية" فضلا عن " تجميد تكليف إي إطار إداري أو تربوي يعمل بأي مؤسسة للتعليم العتيق تأكد ترشحه رسميا للانتخابات..."
مذكرتا الوزير اعتبرتا من طرف المتتبعين بادرة إيجابية تدخل في باب اليقظة والاحتراز من الاستغلال السياسي للقادة الحزبيين للشأن الديني، خاصة وأن صدور التنبيهات تم على بعد شهرين تقريبا من اقتراع 7 أكتوبر المقبل لتدارك الخلل والانفلات الذي ميز الحقل الديني الذي تم اختراقه من طرف أناس لا يحرصون على تثبيث التدين المغربي بقدر ما هم مجرد مأجورين للحركات المشرقية لنشر الوهابية أو الإخوانية ببلادنا.
وهذا ما قاد مراقبين إلى التساؤل عن بروفيل المناديب القادرين على إعمال روح التعليمات الوزارية بحكم ان منادبيب الوزارة ، الجهويين والإقليميين، ليسوا كلهم على قلب واحد: فمنهم المندوب المجاهد المؤمن برسالته ومسؤوليته في تحصين موروث المغاربة الديني والتصدي لكل مدسوس يريد نزع الهوية الدينية المالكية للمغاربة، وهناك المندوب الخنوع أو المتواطئ الذي يعبد الطريق لتوسيع الاختراق في أفق جعل المغرب مجرد ملحقة لعاصمة مشرقية..وهذا هو الامتحان الذي ستقاس فيه جدية الوزير التوفيق لضمان حياد إدارته في الانتخابات أو لا.